ناشطون ... تعرضنا لتعذيب ممنهج من الأمن!


 جرش نت - حكى ناشطون سياسيون أردنيون للجزيرة نت تفاصيل وملابسات اعتقالهم مؤخرا حيث قالوا إنهم تعرضوا لتعذيب ممنهج من قبل قوات الأمن وفي مناطق العشائر بالبادية, قبل أن يفرج عنهم مساء أمس الأحد بقرار من الملك عبد الله الثاني. وقد هدد معتقلون أفرج عنهم ضباطا من المخابرات والأمن بالملاحقة لدورهم بالاعتقال و'التعذيب' وهي تهم أكدت الحكومة أنها ستحقق بها رغم نفيها لها.

 
وشهدت العاصمة عمّان ومدينة الطفيلة (179 كلم جنوب) شعارات مست الملك بشكل غير مسبوق من قبل محتفلين بإطلاق المعتقلين الذين اتهمتهم محكمة أمن الدولة بإطالة اللسان على الملك، والتحريض على تغيير النظام.
 
واحتفل المئات بالإفراج عن النشطاء في حي الطفايلة وسط عمان حتى منتصف ليلة أمس، قبل أن تنتقل الاحتفالات لمدينة الطفيلة جنوبا.
 
وقال الناشط وعضو لجنة الحريات بنقابة المهندسين رامي سحويل الذي أفرج عنه بعد تسعة أيام من الإضراب عن الطعام إنه 'تعرض لتعذيب ممنهج على ثلاث دفعات مساء يوم اعتقاله يوم 31/3/2012، وحتى صباح اليوم التالي'.
 
 
وتحدث سحويل للجزيرة نت عن ضربه بقسوة من قبل قوات الدرك عند فض اعتصامهم، أمام دار رئاسة الحكومة، عندما كانوا يطالبون بالإفراج عن معتقلي حراك الطفيلة.
 
وأضاف 'تعرضت للضرب بقسوة بالهراوات خاصة عندما كنت أحاول رفع العلم الأردني الذي داسه بعض أفراد الأمن بالأقدام أثناء تفريقنا'.
 
وأضاف 'تم وضع حوالي ثلاثين معتقلا في سيارة زنزانة بطريقة مهينة، ونقلنا فيها لمديرية الأمن العام حيث تلقينا هناك الضرب في كل مكان نقلنا له من الأفراد والضباط'.
 
وقال سحويل إنه تعرض للضرب من قبل الشرطة بـ 'البساطير والأيدي والأرجل وفي كل أماكن الجسم، وتم ركلي أنا والمعتقلين بشكل مستمر ووسط الشتائم من كل نوع'.
 
ولفت إلى أنه استغرب من 'حجم التعبئة التي يتمتع بها أفراد الأمن ضدنا فكانوا يشتموننا ويتهموننا بأننا نعمل على قلب النظام وبأننا نشتم الملك'.
 
ووفق الناشط الحقوقي المفرج عنه فإنه جرى 'تعرية جميع المعتقلين من ملابسهم ليس بقصد التفتيش وإنما بقصد الإهانة حيث كنا نسمع تعليقات وشتائم من أفراد الأمن تمس الحياء أثناء التعرية'.
 
وذكر سحويل أن جميع المعتقلين نقلوا لمقر قوات البادية الأمنية جنوب عمان (مختصة بمناطق العشائر في البادية) ليلا.
 
وقال 'عندما نزلنا في مقر البادية شاهدنا تقريبا 25 شخصا ملثما استقبلونا بالقول: يللا عالحفلة، ومن ثم نقلنا إلى مكان داخلي جرى خلاله ضربنا بشكل مبرح حيث تعرضنا فعلا لتعذيب ممنهج حيث ضربنا في كل مكان قبل أن نبيت ليلتنا هناك حيث نقلنا صباحا لمحكمة أمن الدولة'.
 
وتحدث سحويل عن ضغوط تعرض لها بمديرية الشرطة للتوقيع على إفادة باعترافات له لا تتعرض من قريب أو بعيد للتعذيب أو الضرب الذي تعرضوا، مشيرا إلى أنه رفض التوقيع على الإفادة إلا بعد تضمينها التعذيب الذي تعرضوا له.
 
بدوره تحدث الناشط عبد الله محادين عن تعريته من قبل أفراد الأمن بمديرية شرطة العاصمة، وقال 'قام أفراد وضباط من الأمن العام والوقائي من كل المرتبات بضربي وأنا عار بإشراف ضابط برتبة عقيد، قررت أنا والنشطاء أن نقوم بمقاضاته لدوره في تعذيبنا'.
 
وقال 'تعرضت لضرب وحشي في مديرية الشرطة وكان الضباط والأفراد ينزعون أسماءهم قبل ضربنا'.
 
لكن الناشطين تحدثا عن معاملة لائقة من أفراد الأمن في سجن الموقر مقارنة بما عانوه قبلها، بينما قال سحويل إنه تعرض لإهانات متكررة أثناء إضرابه عن الطعام من قبل أفراد أمن باللباس المدني.
 
واتفق النشطاء المفرج عنهم على اعتبار أن الإفراج عنهم إعلان فشل 'للحل الأمني' لضرب الحراك المطالب بالإصلاح، وهو ما اتفقت معهم به أحزاب وشخصيات سياسية وجمعيات أصدرت بيانات بعد الإفراج عنهم.
 
في مقابل ذلك, أكد وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة راكان المجالي أن الحكومة ستحقق في الاتهامات بتعذيب النشطاء.
 
وردا على سؤال للجزيرة نت خلال مؤتمر صحفي عقده ظهر الاثنين، قال المجالي 'أنا لم أر بعيني شيئا لكن التأكيدات من المسؤولين الأمنيين تنفي وجود أي تعذيب'.
 
وقال خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بمقر نقابة الصحفيين 'ليس من طبيعة بلدنا أن يحدث تعذيب وهذا أمر تجاوزناه منذ زمن، قد يكون حدث بعض التجاوزات التي سنتحقق باهتمام منها، لكن على مستوى القيادات العليا لم يعد هذا النهج موجودا'.
 
واتهم المجالي أطرافا لم يسمها، وقال إنها من داخل الدولة وليس من المعارضة 'بالسعي للتشويش والمتاجرة بالقضية'. الجزيرة نت

Powered by Blogger | Big News Times Theme by Basnetg Templates

Blog Archive