الطبيعة تنتظر رد الجميل لا ترك المخلفات الملوثة
جرش نت- ما هي الا لحظات ويتحول بعدها المتنزه النظيف والمجهز لاستقبال العائلات، إلى مكان يضم الفضلات والأوساخ التي خلفها المتنزهون بعد رحلة قضوا خلالها وقتا ممتعا وسعيدا. والمشهد يكون حينها أشبه بمكرهة صحية.
مختصون يؤكدون أن رمي المخلفات له علاقة بالمكان والانسان، ويعبر عن انتماء الشخص له من عدمه، لافتين إلى ضرورة توحيد الجهود مع الجمعيات الأهلية ووزارة التربية والتعليم للتخفيف من هذه الظاهرة، فضلا عن أهمية تطبيق القانون الصارم للحد من هذه الظاهرة، والقيام بدورات توعوية مستمرة، لرد الجميل للبيئة والاهتمام بها لأنها بمثابة المنزل.
حجم النفايات الملقاة على الأرض من بقايا الصحون وأسياخ اللحمة وعلب اللبن والبيبسي كانت لا توصف، بحسب الثلاثيني مراد احمد الذي شاهد المنظر أثناء قيامه في رحلة داخلية إلى ربوع الوطن.
ويقول "كل ما شاهدته أثار استيائي، ولكن ما هو أسوأ، سماعه لعائلة كانت تجهز لمغادرة مكان الرحلة، حيث قام أحد الأبناء باخبار والده بأن ينتظر قليلاً حتى يرمي النفايات في مكانها، فكانت الصدمة عندما أجابه والده بأن يتركها للأمانة لأنها هي تأتي وتنظف".
ويؤكد أن مثل هذا المشهد يتكرر مع كل نهاية أسبوع في الحدائق والمتنزهات، حيث يصبح المكان بعد رحيل الناس مدمراً تماماً ويثير الاستهجان لكل من ينظر إليه.
وتفاجأ عبدالرحمن كثيرا عندما ذهب برحلة مع عائلته يوم السبت الماضي، ووجد المكان الذي كان يريد أن يجلس عليه ملوثا وتتراكم فيه الأوساخ بصورة منفرة، يقول "لم تكلف أي عائلة نفسها بأن تنظف خلفها فما وجدته على الأرض لا يمكن وصفه من قذارته، وهي كلها أشياء شخصية من علب فارغة وزجاحات ماء وصحون بلاستيكية وفحم ومخلفات نار كانت مشتعلة".
منسق هيئة شباب كلنا الأردن في عجلون بلال الصمادي، قال في تصريحات صحفية سابقة إن "فعاليات شبابية قامت بجمع زهاء 3 أطنان من النفايات التي يخلفها المتنزهون في مناطق اشتفينا السياحية والمناطق المحيطة بمحمية غابات عجلون وذلك في حملة نظافة واحدة".
ويرى مستشار وزير البيئة المهندس رؤوف الدباس، أن الوزارة تسعى دائماً إلى زيادة التوعية بين الناس، إلا أن ذلك لا يكفي، برأيه، لأنه يحتاج إلى دعم من المدارس ووسائل الاعلام والأسرة، وكافة الجهات الأخرى المعنية.
ويدعو إلى أهمية وجود وعي لدى المواطن من داخله، إذ عليه أن يتعلم وضع كل شيء في مكانه، لافتا الى أنه مهما حققت الوزارة، فمن المستحيل أن تستطيع وحدها الحد من هذه الظاهرة.
ويشير الدباس الى أن وزارة البيئة تعتبر أول وزارة في دولة عربية كرست جزءا من موازنتها لانشاء الشرطة البيئية، مشددا على ضرورة توحيد الجهود مع الجهات الأخرى كالجمعيات الأهلية ووزارة التربية والتعليم، للبحث عن أفضل السبل لمحاولة التخفيف من هذه الظاهرة وتطبيق القانون الصارم وأخذ الاجراءات اللازمة، فضلا عن القيام بدورات توعوية.
ويرى الاختصاصي الأسري أحمد عبدالله، أن المسألة أخطر بكثير من نقص في العملية التوعوية، كون الأمر له علاقة بين المكان والانسان، مبينا أن الحفاظ على المكان ونظافته، يعبر عن انتماء الشخص له وعدم ذلك هو تعبير واضح عن عدم الانتماء.
ويرى عبدالله أن الأسرة مقصرة بصورة كبيرة جداً كون الطفل يتبع سلوك والديه، ويتربى الطفل في كثير من الأحيان على المطالبة بالحق دون أن يؤدي الواجب وهو الأمر الذي لا بد من كسره، لافتا الى أهمية تربية الطفل على تلبية الواجب تجاه قضايا بيئته ومدرسته وفي الشارع وكل مكان يتواجد فيه، والابتعاد عن التركيز على أخذ الحقوق فقط.
ويبين أهمية القدوة في الامر، أو "النمذجة" من الأب أو الأم، بحيث يرى الأبناء التصرفات الحميدة والسلوكيات الايجابية من والديهم، حتى يتعلموها ويقوموا بتنفيذها.
في الوقت ذاته يؤكد على أهمية "وجود نماذج تسعى للتنظيف وتنفيذ حملات توعية بأهمية نظافة المكان عن طريق فرق متخصصة متواجدة أثناء وجود الناس في هذه الأماكن".
وظاهرة رمي النفايات والمخلفات في أماكن الرحلات، يراها الاختصاصي الاجتماعي د. حسين الخزاعي خطيرة جدا، وتؤثر على المجتمع، لأنها تنم عن سلوك سلبي له أضرار كبيرة على المجتمع والفرد والمكان؛ يتعلمها الطفل من التنشئة الاجتماعية الخاطئة بعدم احترام البيئة أو الاعتناء بها، واعتبار الأشجار مكانا لرمي المخلفات فيها.
ويرى أن رمي المخلفات يترك انطباعا سلبيا لدى الناس الذين يحضرون من بعدهم، عندما يرون النفايات أمامهم، خصوصا أن هذه المخلفات تؤدي إلى تجمع الحشرات والقوارض التي تتكاثر بسرعة وتسبب الاتلاف.
ويؤكد الخزاعي على ضرورة رد الجميل للبيئة والاهتمام بالمكان والعناية به لأنه بمثابة المنزل، مبينا أن الناس يلهون أثناء الرحلات وينشغلون عن أبنائهم، فالأولى أن يتم توزيع الأدوار قبل الخروج من المنزل.
جرش نت - ما هي الا لحظات ويتحول بعدها المتنزه النظيف والمجهز لاستقبال العائلات، إلى مكان يضم الفضلات والأوساخ التي خلفها المتنزهون بعد رحلة قضوا خلالها وقتا ممتعا وسعيدا. والمشهد يكون حينها أشبه بمكرهة صحية.
مختصون يؤكدون أن رمي المخلفات له علاقة بالمكان والانسان، ويعبر عن انتماء الشخص له من عدمه، لافتين إلى ضرورة توحيد الجهود مع الجمعيات الأهلية ووزارة التربية والتعليم للتخفيف من هذه الظاهرة، فضلا عن أهمية تطبيق القانون الصارم للحد من هذه الظاهرة، والقيام بدورات توعوية مستمرة، لرد الجميل للبيئة والاهتمام بها لأنها بمثابة المنزل.
حجم النفايات الملقاة على الأرض من بقايا الصحون وأسياخ اللحمة وعلب اللبن والبيبسي كانت لا توصف، بحسب الثلاثيني مراد احمد الذي شاهد المنظر أثناء قيامه في رحلة داخلية إلى ربوع الوطن.
ويقول "كل ما شاهدته أثار استيائي، ولكن ما هو أسوأ، سماعه لعائلة كانت تجهز لمغادرة مكان الرحلة، حيث قام أحد الأبناء باخبار والده بأن ينتظر قليلاً حتى يرمي النفايات في مكانها، فكانت الصدمة عندما أجابه والده بأن يتركها للأمانة لأنها هي تأتي وتنظف".
ويؤكد أن مثل هذا المشهد يتكرر مع كل نهاية أسبوع في الحدائق والمتنزهات، حيث يصبح المكان بعد رحيل الناس مدمراً تماماً ويثير الاستهجان لكل من ينظر إليه.
وتفاجأ عبدالرحمن كثيرا عندما ذهب برحلة مع عائلته يوم السبت الماضي، ووجد المكان الذي كان يريد أن يجلس عليه ملوثا وتتراكم فيه الأوساخ بصورة منفرة، يقول "لم تكلف أي عائلة نفسها بأن تنظف خلفها فما وجدته على الأرض لا يمكن وصفه من قذارته، وهي كلها أشياء شخصية من علب فارغة وزجاحات ماء وصحون بلاستيكية وفحم ومخلفات نار كانت مشتعلة".
منسق هيئة شباب كلنا الأردن في عجلون بلال الصمادي، قال في تصريحات صحفية سابقة إن "فعاليات شبابية قامت بجمع زهاء 3 أطنان من النفايات التي يخلفها المتنزهون في مناطق اشتفينا السياحية والمناطق المحيطة بمحمية غابات عجلون وذلك في حملة نظافة واحدة".
ويرى مستشار وزير البيئة المهندس رؤوف الدباس، أن الوزارة تسعى دائماً إلى زيادة التوعية بين الناس، إلا أن ذلك لا يكفي، برأيه، لأنه يحتاج إلى دعم من المدارس ووسائل الاعلام والأسرة، وكافة الجهات الأخرى المعنية.
ويدعو إلى أهمية وجود وعي لدى المواطن من داخله، إذ عليه أن يتعلم وضع كل شيء في مكانه، لافتا الى أنه مهما حققت الوزارة، فمن المستحيل أن تستطيع وحدها الحد من هذه الظاهرة.
ويشير الدباس الى أن وزارة البيئة تعتبر أول وزارة في دولة عربية كرست جزءا من موازنتها لانشاء الشرطة البيئية، مشددا على ضرورة توحيد الجهود مع الجهات الأخرى كالجمعيات الأهلية ووزارة التربية والتعليم، للبحث عن أفضل السبل لمحاولة التخفيف من هذه الظاهرة وتطبيق القانون الصارم وأخذ الاجراءات اللازمة، فضلا عن القيام بدورات توعوية.
ويرى الاختصاصي الأسري أحمد عبدالله، أن المسألة أخطر بكثير من نقص في العملية التوعوية، كون الأمر له علاقة بين المكان والانسان، مبينا أن الحفاظ على المكان ونظافته، يعبر عن انتماء الشخص له وعدم ذلك هو تعبير واضح عن عدم الانتماء.
ويرى عبدالله أن الأسرة مقصرة بصورة كبيرة جداً كون الطفل يتبع سلوك والديه، ويتربى الطفل في كثير من الأحيان على المطالبة بالحق دون أن يؤدي الواجب وهو الأمر الذي لا بد من كسره، لافتا الى أهمية تربية الطفل على تلبية الواجب تجاه قضايا بيئته ومدرسته وفي الشارع وكل مكان يتواجد فيه، والابتعاد عن التركيز على أخذ الحقوق فقط.
ويبين أهمية القدوة في الامر، أو "النمذجة" من الأب أو الأم، بحيث يرى الأبناء التصرفات الحميدة والسلوكيات الايجابية من والديهم، حتى يتعلموها ويقوموا بتنفيذها.
في الوقت ذاته يؤكد على أهمية "وجود نماذج تسعى للتنظيف وتنفيذ حملات توعية بأهمية نظافة المكان عن طريق فرق متخصصة متواجدة أثناء وجود الناس في هذه الأماكن".
وظاهرة رمي النفايات والمخلفات في أماكن الرحلات، يراها الاختصاصي الاجتماعي د. حسين الخزاعي خطيرة جدا، وتؤثر على المجتمع، لأنها تنم عن سلوك سلبي له أضرار كبيرة على المجتمع والفرد والمكان؛ يتعلمها الطفل من التنشئة الاجتماعية الخاطئة بعدم احترام البيئة أو الاعتناء بها، واعتبار الأشجار مكانا لرمي المخلفات فيها.
ويرى أن رمي المخلفات يترك انطباعا سلبيا لدى الناس الذين يحضرون من بعدهم، عندما يرون النفايات أمامهم، خصوصا أن هذه المخلفات تؤدي إلى تجمع الحشرات والقوارض التي تتكاثر بسرعة وتسبب الاتلاف.
ويؤكد الخزاعي على ضرورة رد الجميل للبيئة والاهتمام بالمكان والعناية به لأنه بمثابة المنزل، مبينا أن الناس يلهون أثناء الرحلات وينشغلون عن أبنائهم، فالأولى أن يتم توزيع الأدوار قبل الخروج من المنزل.