ولائم الثقة تُفقد المعركة شرفها .. و"دموع التماسيح" لن تجدي نفعاً
النسور
وحسب مصادر نيابية، دعا عدد من النواب، لم يتسن حصرهم بدقة إلا أنهم يراوحون 5 - 7، إلى ولائم على شرف النسور، في الأيام القليلة القادمة، التي تسبق تقدم النسور ببيان حكومته الوزاري لمجلس النواب، وهو ما تم تحديده يوم الأحد.
أولى تلك الولائم، دعا لها النائب حازم قشوع، عضو كتلة المستقبل، التي استقال 5 أعضاء منها احتجاجاً على هذا الأسلوب بالتعاطي بين السلطتين، في حين سيلبي النسور هذه الدعوة "حتى الآن"، ما لم يغيّر موقفه.
** هل تحكم المناسف علاقة السلطتين؟
واستقال النواب طلال الشريف ومحمد البرايسة ومفلح الخزاعلة ومفلح الرحيمي وحسني الشياب، من عضوية "المستقبل"، بعدما علموا بأمر الوليمة التي نشرت "خبرني" نبأ دعوة قشوع إليها مساء الخميس، قبل يومين.
وقال الشريف إنه بكل تأكيد، تطيح مثل هذه الولائم، بكافة المفاهيم المتعلقة بالعلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، خصوصاً قبل معركة الثقة، التي يلمح النسور ووزراء في حكومته إلى أنها باتت مضمونة.
وأضاف معقباً على حكاية وليمة قشوع "من أراد أن يكرم، فليكرم بعد حصول الحكومة على الثقة ... لا قبلها".
ودعا قشوع عدداً من النواب، الذين قالت مصادر إنهم محسوبون على التيارين المؤيد والمحايد، إزاء الثقة بحكومة النسور.
واعتبرت المصادر هذه الدعوات للولائم، بمثابة محاولات نيابية لكسب ود النسور، في ظل وعده بالتوزير اللاحق لهم من جهة، والحشد لصالح منح الثقة لحكومته، من جهة ثانية.
تجاهل قشوع – حسب المصادر التي انتقدت ما أسمته "حكم المناسف لعلاقة السلطتين" – دعوة النواب المحددة مواقفهم مسبقاً برفض منح الثقة لحكومة النسور، في ظل أجواء نيابية يسيطر عليها الارتباك، وعدم ضمان النائب لموقف نفسه شخصياً، علاوة على عدم ضمانه لموقف زميله في الكتلة النيابية الواحدة.
** مصدر الثقة بالنفس
في هذا السياق، تساءلت المتحدثة باسم كتلة "وطن" النيابية، النائب خلود الخطاطبة، عن الهدف من إقامة ولائم على شرف النسور، في حين تبدو الحكومة "واثقة" من الحصول على الثقة.
وفي الكواليس، يحاول وزراء في حكومة النسور تسريب معلومات لوسائل إعلام ، مفادها أن الحكومة ستحصل على الثقة بصعوبة، في خطوة يفهمها مراقبون على أنها إضفاء جدية على أمر سيوصف لاحقاً بالمهزلة.
يعني ذلك، وفق الخطاطبة، أن الحكومة واثقة من الحصول على الثقة بأي شكل، لكن المتحدثة باسم أكبر كتلة في المجلس تساءلت "من أين جاءت هذه الثقة بالنفس؟".
النسور نفسه – وفق ما نشرت "خبرني" قبل أيام – مطمئن للحصول على نحو 80 صوتاً بالثقة، وهو رقم يتناسب مع العدد المسرّب للمدعوين لوليمة قشوع.
ورأت الخطاطبة في حديثها ، أن دعوات الولائم من قبل نواب محسوبين على النسور، وطامحين بمكاسب محددة، لا تُفهم خارج سياق الحشد لصالح الوصول إلى ثقة مريحة للنسور وحكومته، التي تعد لبيان وزاري متضمن خطوات لرفع أسعار الكهرباء وغيرها من القضايا السياسية والاقتصادية.
ولفتت إلى إحدى تصريحات النسور التي قال فيها إنه قادر على "هزيمة مجلس النواب"، وتساءلت أيضاً "كيف يتم ذلك".
** معركة تفقد شرفها .. و"دموع التماسيح" لن تجدي نفعاً
وتبدو قضية الولائم بمثابة إجابات على أسئلة الخطاطبة وغيرها من النواب، فهي – وفق مراقبين – محاولات لحسم قضية الثقة بالنسور من جهة، وأسلوب جديد يهزم فيه رئيس الوزراء مجلس النواب من جهة ثانية، في ظل تجارب سابقة مرّت بالمجالس النيابية الفائتة، عندما كانت غالبية نيابية تغير مواقفها، بناء على وليمة عشاء أو غداء، وهو ما تجلى في المجلس السادس عشر المنحل تحديداً.
نواب آخرون تحدثوا طالبين عدم نشر أسمائهم خشية "الإحراج" مع الزملاء، اتهموا قشوع بأنه أحد "الأذرع النيابية" للنسور، تحت قبّة البرلمان، في حين تلقى قشوع الذي كان وزيراً للبلديات في حكومة معروف البخيت الثانية، عدّة اتصالات واستفسارات تسأله عن سر الوليمة، إلا أن بعض النواب المتصلين قالوا لـ"خبرني" إن الإجابات كانت مبهمة وغير شافية.
كما وضع قشوع نفسه، حسب النواب، في خانة المتهمين بالطمع بالمناصب الوزارية، التي قال النسور إنه سيوزعها على النواب خلال أشهر، بناء "على الكفاءة".
وفي ظل تصريحات النسور التي قال فيها إنه سيخوض المعركة بشرف للحصول على الثقة، تأتي الولائم المحاطة بعلامات الاستفهام، بما تتضمنه من وعود وطلبات وصفقات تجري عبر أحاديث جانبية بين المدعوين، لتشي بأن المعركة، فقدت شرفها، حسب المراقبين.
على صعيد ذي صلة، نقلت مصادر نيابية عن نواب حسموا أمرهم بحجب الثقة عن النسور القول إنه مهما حاول التظاهر بالحاجة إلى مجلس النواب ذارفاً ما أسموه "دموع التماسيح"، فإن ذلك لن يجدي نفعاً.
** مواقف الكتل .. والرسائل المتبادلة
يأتي كل ذلك، في ظل حراك نيابي رافض لمنح الثقة للنسور وحكومته، إلا أن الحراك لا زال خجولاً يحتاج لمزيد من الحشد.
ففي كتلة كبيرة مثل "وطن"، يتجه المزاج العام لحجب الثقة عن النسور، حسب مصدر فيها، لفت إلى أن هذا المزاج تأثر بتصريحات النسور الواعدة بالتوزير اللاحق، ضمن ما اعتبر "إهانة" للمجلس. في حين لا زالت كتل أخرى تدرس موقفها وتحاول التلميح لنيتها الحجب.
لكن مواقف الكتل لا تعبر دائماً عن أعضائها، يقول مراقبون، تحديداً في المجلس الحالي الذي تجلت هشاشة كتله مبكراً، في مرحلة المشاورات مع رئيس الديوان الملكي فايز الطراونة.
وبحسب المراقبين، فإن كل شيء مرشح للتغير في مجلس النواب السابع عشر؛ فالنواب المعتزمون حجب الثقة حالياً، قد يعيدون النظر بعد البيان الوزاري وجلسات مناقشته، التي غالباً ما يتخللها تبادل للرسائل الورقية بين الحكومة وأعضاء المجلس.
هذه الرسائل، لن تخرج عن سياق الطلب النيابي والوعد الحكومي، بتحقيق مكاسب لصحاب الطلب، مقابل التصويت بالثقة.خبرني