ألغاز رسائل الأسد للأردن .. ممرات وعرة وسلاح مهرب وقنوات مفتوحة للتواصل

 


ألغاز رسائل الأسد للأردن .. ممرات وعرة وسلاح مهرب وقنوات مفتوحة للتواصل
جرش نت -  يمكن ببساطة ملاحظة الغلاف السياسي الذي إستخدمه الرئيس السوري بشار الأسد وهو يوجه بعض الإتهامات الكبيرة للأردن مساء الأربعاء
بعبارات لا تنطوي على الكثير من الغلاظة وتقترب من تحذير عمان وإتهامها بالتقصير بدلا من الجنوح لتهمة التآمر.

لذلك أسباب بطبيعة الحال مرتبطة على الأرجح بسعي دمشق لبقاء جارتها الأردنية في أبعد مسافة ممكنة عن الإستفزاز الذي يمكنه أن ينتهي بالإنحياز لخصوم النظام السوري أو بالرغبة في الحفاظ على مستوى التنسيق والتواصل السياسي والأمني بين الأردنيين والحليف الروسي الكبير.

بوضوح شديد تجنب بشار الأسد توجيه إتهامات مباشرة للحكومة الأردنية بإدخال المقاتلين والسلاح عبر الحدود مع درعا وتحدث عن (دخول وليس إدخال) ألاف المسلحين وعن التقصير في المراقبة عبر مقارنته الموقف من المسلحين الذين يدخلون سوريا بالموقف الأردني من أي مقاوم فلسطيني يحاول إجتياز الحدود بإتجاه إسرائيل.

عمان إلتقطت الرسالة الأسدية من هذا التصعيد اللفطي الإعلامي الذي حذر من حرائق ستطال الجيران موحيا ضمنيا بأن الجهاديين في حال دعمهم يمكنهم العودة للأردن وهي مسألة يتحدث عنها في الواقع العشرات من السياسيين والمحللين الأردنيين.

ما الذي دفع بشار الأسد لمثل هذا التنبيه في الوقت الذي تفرض فيه السلطات الأردنية كماشة أمنية على الحدود وتمنع السلفيين فعلا من العبور من عدة أشهر ؟.

لا يوجد عمليا إجابة واضحة ومباشرة على سؤال من هذا النوع لكن قراءات محايدة مع معلومات مستقلة حصلت عليها القدس العربي تشير لإن القيادة السورية تشك بأن منطقة محددة من الحدود الأردنية مع سوريا والعراق (لا تحظى بالرقابة اللازمة) وتحفل بعمليات التهريب الإستخباراتية للرجال والأسلحة والذخائر.

وهي منطقة تتميز بالوعورة ولدى الأمريكين بالتعاون مع الجيش الحر أفضلية خاصة فيها.

وتشك تقارير دبلوماسية سورية بأن جهة ما غربية تدعم عمليات شراء أسلحة وذخائر بمال سعودي أو عبر وكلاء من عدة بلدان وتستخدم بعض الممرات الوعرة جدا في منطقة ضيقة على الحدود مع الأردن لتمرير بضاعتها للجانب السوري .

هي نفسها الممرات التي كان بعض المهربين من الجانبين السوري والأردني بالعادة قبل الثورة والحرب يستخدمونها في تهريب الأغنام بخبرات واسعة وبسبب وجود عدة أنفاق تحت الأرض في عمليات كان بالعادة من الصعب السيطرة عليها من الجانب الأردني.

هذا السيناريو وهو سوري بالمناسبة يفترض بأن عمان تتغاظى عن بعض النشاطات على حدودها فيما تقول مصادر أردنية بان خبرات التهريب بكل أنواع تتطور بشكل ملموس على الجوانب الحدودية بين البلدين.

ويبدو ان الرئيس بشار وبسبب تبنيه هذه القراءة اللوجستية على الأرض تقصد إستفزاز عمان وتحذيرها حتى يدفعها لإغلاق مثل هذه الممرات.

لذلك إستعمل الرئيس الأسد العبارة التالية في إنتقاده: الاردن نفى تورطه بكل ما يحصل، لكن ما هو مؤكد ان إرهابيين ومسلحين يدخلون من الحدود الاردنية.

ذلك يعني بوضوح بان الرئاسة السورية تلقت النفي الأردني وبينها وبين عمان إتصالات وقنوات تسمح بتلقي النفي لكنها لا تجد الجهد الأردني في منع عبور المجاهدين والمقاتلين كافيا الأمر الذي يبرر الإشارة لوجود معلومات مؤكدة حول دخول (إرهابيين) ومسلحين عبر الحدود الأردنية.

حسب مصادر (القدس العربي) تقصد دمشق تلك الممرات سالفة الذكر.

لكن تفكيك ألغاز وشيفرات رسائل الأسد المفاجئة لجاره الأردني لا تقف عند هذه الحدود فالأخير تقصد الكشف عن وجود (حلقات إتصال) بين الجانبين لا تنفيها عمان في الواقع.

ودمشق تعرف كما يؤكد المحلل الإستراتيجي المتخصص بالملف السوري الدكتور عامر السبايله لمحطة المنار بان الأردن يتعرض لضغط هائل جدا من أطراف غربية وعربية وإقليمية مؤكدا بأن الأحوال والموازين على الأرض كانت ستتغير فعليا لو إتبعت عمان إستراتيجية فتح حدودها للعمل العدائي تجاه النظام السوري.

لذلك يعتقد وعلى نطاق واسع بأن إتباع الرئيس الأسد لإستراتيجية (إنتقاد) الأردن وتوجيه اللوم أكثر من إستراتيجة الإتهام المباشر خطوة تكتيكية تهدف لبقاء عمان في موقفها السياسي المعلن حاليا والقاضي بالعمل على حسم الصراع في سوريا بتسوية سياسية متكاملة.

لذلك كانت لهجة الأسد في التحدث عن عمان أخف حدة من لهجته عندما تحدث عن تركيا حيث هاجم بالإسم رجب طيب آردوغان.

كما أوضح بأن (الأردن معرض لما تعرضنا له) وهي عبارة على شكل رسالة سياسية تحاول مساندة اللوبي النقابي والحزبي النشط في موالاة بشار الأسد في عمان.

وهو لوبي يعتمد حصريا على ذريعة عودة تصدير الجهاديين لداخل الأردن في حال الإستجابة لضغوط وسيناريوهات خليجية أو غربية ضد النظام السوري.

منطقيا يعرف الأسد أيضا بأن عمان لديها مصالح سياسية أساسية وتراوغ قليلا في المسألة السورية حتى تساهم في تحسين موقعها عند مفاوضات التسوية النهائية الحاسمة التي تتحدث عنها موسكو.

هذا الأمر دفع الرئيس السوري لمهاجمة الأردن بنعومة ملموسة كجرعة أولى وعلى أمل إستفزاز المخاوف الأردنية التي تبدأ من عند عبء اللاجئين المتزايد وتنتهي عند تمترس تنظيم القاعدة وجبهة النصرة وتعبر من عند ما يصفه المسئولون بخلايا الأسد المحتملة النائمة في الساحة الأردنية.

, , , ,
Powered by Blogger | Big News Times Theme by Basnetg Templates

Blog Archive