- قال سمو الأمير الحسن بن طلال أن الأمور في سورية لن تعود إلى سابق عهدها لان أموراً كثيرة تغيرت لكنه شدد على أن ما يجري في الوطن العربي هذه الأيام ليس بثورات على نسق الثورة العربية الكبرى التي حملت آمال العرب بالتحرر مؤكدا إيمانه بالقومية التي توحد العرب.
وأضاف في جلسة حوارية مفتوحة نظمها مركز الدراسات المسكونية وشارك فيها شباب وشابات المركز ان الغرب ينظر الى العالم العربي على انه نفط وسلاح فقط,موضحا ان وزارة الداخلية في اي دولة عربية هي الاغنى والاكثر قدرة على الانفاق في حين ان وزارات التربية والتعليم والشباب والتنمية تعد الافقر والاقل قدرة على الصرف لعدم توفر الميزانيات الخاصة بها ولذلك فان حجم انفاقها يوازي ثمن الدبوس كما ان تكلفة الدفاع غير خاضعة للمساءلة.
وفي هذا السياق قال سموه ان الاسلحة التي اشتريناها سابقا كانت لمحاربة عدو محتل لاراضينا,لافتا ان احتلال اراضي عام 1967 كان مقررا انجازه عام 1948 ، وتساءل سموه بعد ساحة التحرير في القاهرة ودعوة الشباب العربي النبيلة للتغيير عما نبحث عن الدولة الوطنية بمعنى اقفال الجهويات والمحليات والهويات العرقية والطائفية والشللية ام نعمل على استشراف المستقبل كما كان العمل سابقا بشأن الوحدة العربية؟.
وقال سموه اننا ما نزال نراوح مكاننا ولم ننجح في تأسيس مركز للمعرفة المنطقية مؤكدا ان ترامي اطراف العاصمة عمان انما هو دليل على غياب التخطيط السليم.مشيرا الى انه اقترح عقد مؤتمر في عمان للتفكير بالخيال في العام المقبل.
ولدى اجابته على اسئلة الحضور قال سموه ان الاوضاع انفجرت في سورية في الاطراف ثم اتجهت صوب العاصمة عكس ما جرى في تونس ومصر التي اندلعت فيها الاحداث من العاصمةلافتا ان هناك اطرافا تعمل بالخفاء قد تستفيد من تجيير الاحداث لصالحها منوها ان الاسلاميين ليسوا هم الطرف الوحيد الذي يحاول الاستفادة من مجريات الامور.
وفي سياق اخر قال سموه ان البيروقراطية تمنع تدخل وزارة بشؤون اخرى ما جعلنا نتحول الى دول خدمات وليس دول نظم مشددا على ان الصدق مع الذات هو اساس التغيير.
وأشار سموه الى السجال الدائر هذه الايام في مصر حول الدولة المدنية وتحوله الى الحديث عن العلمانية بعد زيارة رئيس الوزراء التركي اردوغان الاخيرة للقاهرة مؤكدا ان هذا التوجه جاء في وقته كما شدد على ان التوجه الامني لا يخدم طويلا في اشارة منه الى محاباة مبارك المخلوع الاقباط على حساب الاسلاميين وعنى بذلك اعادة الاوقاف القبطية للكنيسة فيما بقيت الاوقاف الاسلامية مصادرة مع ان الجمعيات الخيرية الاسلامية هي الاكثر اسهاما في المساعدة ابان الكوارث. مؤكدا ايضا ان ذلك هو السبب الرئيسي في الانفجار المصري.
وفي معرض رده على سؤال حول سجال الهوية التي تشهده الساحة الاردنية هذه الايام قال سموه انه كان يجب اجراء احصاء لضبط انواع الخدمة التي تقدمها الدولة ومن هو القادر عليها بغض النظر عن الاصول والمنابت لافتا انه يتوجب الحديث عن الدولة الوطنية في اطارها العربي.موضحا ان كرامة الانسان العربي هي الرابط بين الثورات العربية.
وفي هذا السياق شدد سموه ان سجال الهوية في الاردن لن يتوقف خاصة عند اعلان الدولة الفلسطينية التي ستكون دولة مؤازرة وليست اصيلة في الامم المتحدة مؤكدا ان ردود الفعل الاسرائيلية ستكون عنيفة ضدها كما بين ان الدولة المؤازرة ستكون قادرة على تقديم قادة اسرائيل الى محكمة لاهاي الدولية بتهمة الارهاب لمعاقبتهم على جرائم الحرب التي ارتكبوها بحق الفلسطينيين مؤكدا ان الخطر الحقيقي الذي يهدد الاردن هو فشل النظام الاداري وليس الوطن البديل.
وطالب سموه بحل كافة قضايا وأوضاع اللاجئين والنازحين في كافة الدول العربية لمنع التسلل والهجرات غير الشرعية مشددا على ان الجميع يتنفسون هواء واحدا ويشربون من نفس المياه الشحيحة كما طالب الجميع بممارسة واجباتهم وأن تمنحهم الدولة كامل حقوققهم منوها الى ان طلبات سكان مخيم الوحدات التي قدموها لجلالة الملك خلال زيارته الاخيرة لهم تم تحويلها الى الحكومة.
واكد سموه ان الدولة للجميع, وبالتالي يجب تمكين المواطن من ممارسة واجباته وأن يكون القانون من اجل الجميع كما طالب بإذابة النعرة القومية من خلال المساواة امام القانون.وفي السياق ذاته قال سمو الامير الحسن ان غياب المساءلة السياسية جعلتنا نهتم بالقضايا اليومية الحياتية مثل مستقبل الشباب منوها الى تحديات المساحة والهوية والهجرة في اشارة منه الى مجريات الامور في الصومال الجائع والجاف. وحذر سموه من ان السفارات الاجنبية تصطاد خيرة كفاءاتنا العربية وتعمل على تجريدها لاحقا من انتماءاتها القومية والدينية محذرا من محاولات الغرب اختراق الشارع العربي.و
لم ينكر سموه الاطماع النفطية الاجنبية في ليبيا مؤكدا ان اسرائيل نجحت في تصدير ازمتها الى مصر بقتلها الجنود المصريين.
وفي معرض اجابته على سؤال يتعلق بالمطالبة بالدستورية الملكية في الاردن قال سموه ان دستور الملك طلال كان يصبو للملكية الدستورية من خلال اصراره على الزامية التعليم مشيرا ان الحراك الاردني بدأ بالمطالبة بالاصلاح الدستوري وانتهى الى ما هو ابعد من ذلك مطالبا بأن يكون الحديث عن لائحة حقوق تنبذ كافة انواع التمييز.
ووصف سموه الجامعات الاردنية ردا على سؤال يتعلق بالعنف فيها بأنها مدارس ثانوية متقدمة وأنها تخلو من المناظرات والحوارات والرحلات والبرامج واللقاءات منوها الى عدم تميز الجامعات العربية بشكل عام.كما طالب سموه بانقاذ اللغة العربية كتحد امني اضافة الى ضرورة قيام الجامعات بمتابعة خريجيها.
إ
ار