لماذا عاد الملك غاضبا ؟.. أسرار وكواليس إستقالة كل من الوزني وشرف !
يتجه المعارض الأردني البارز ليث الشبيلات لمدينة جرش جنوبي البلاد لإلتقاء لجنتها الأهلية الداعية للإصلاح بعد ما أثار ضجة واسعة الأسبوع الماضي بمحاضرة ساخنة في حي الطفايلة وسط العاصمة عمان وقبلها خطب الرجل في مسقط رأسه مدينة الطفيلة ويتردد أنه يستعد لوقفة مماثلة في مدينة السلط.
جرش -نت
بالتزامن توارى رئيس الوزراء الأسبق احمد عبيدات عن الأنظار قليلا وقلص من خطواته المتسارعة عبر لافتة الجبهة الوطنية للإصلاح ورغم غيابه الإعلامي تسلل الرجل لصدارة الخيارات النخبوية وليس الشعبية فقط كرئيس وزراء مطلوب وفقا لإستطلاع لم تظهر نتائجه الرسمية بعد.
بالتزامن أيضا يتحدث الجميع في صالونات عمان عن إختصار الملك عبدلله الثاني ليومين من زيارته الأخيرة لواشنطن وعودته مستاء ومنزعجا وحسب بعض الروايات المنقولة غاضبا بسبب الضجة التي إندلعت في غيابه الأسبوع الماضي تحت عنوان ملف البنك المركزي وإقالة محافظه الشاب فارس شرف بالقوة الأمنية .
وفي الأثناء يقال رئيس سلطة القضاء راتب الوزني بنعومة وهو يمثل البلاد بصفة رسمية في إحدى الدول المغاربية فيتصل به رئيس الوزراء معروف البخيت ويطالبه بالإستقالة فورا لإنه ثمة ترتيبات جديدة في سلك القضاء وكل ما يقوله الرجل : بسيطة دولة الرئيس .. إستقالتي مكتوبة أصلا ومودعة في درج مكتبي ثم يضيف: دقائق وسترسلها السكرتيرة لكم.
وعندما يعود رئيس الجهاز القضائي إلى عمان متفككا من منصبه ومقالا وهو في مهمة رسمية خلافا للعادة لايجد سيارة تعيده إلى منزله فينتبه للمسأله بديله الجديد القاضي محمد المحاميد الذي يأمر بإستقبال الرجل في المطار.
وعندما يسأل البخيت عن أسرار التسارع في الضغط على رئيس سلطة القضاء للإستقالة وعدم التريث حتى يعود الرجل من سفره يرد: لم أكن أعرف أنه في الخارج بصراحة .. لاحقا يقارن الأخير بين آخر أهم رجلين مهمين أقيلا فيرى بأن المحامي الوزني إسثقال بهدوء وبدون جدل ولم يقل شيئا خلافا للشاب فارس شرف الذي خالف التقاليد وتحدث للإعلام برأي البخيت طبعا.
وفجأة وفي نفس الأسبوع العاصف في عمان يكتشف مجلس النواب بأن أعضاءه إندفعوا خوفا من الحل المبكر لتحصين أنفسهم من قرارات الحل مستقبلا وفي الجلسة الأخيرة تشتعل الإتصالات الهاتفية ويبدأ النواب بسؤال بعضهم : هل تحدثوا معك ؟.. وتحت ضغط هذه الإتصالات يبدل النواب موقفهم وبشكل علني وفضائحي فيتحدث عقلاؤهم عن اخطاء ومواقف غريبة برزت على هامش ملف التعديلات الدستورية فيما يتربص مجلس الأعيان بمناقشات النواب ويضغط بعضهم على النواب خلف الستارة.
وبنفس التوقيت تختلف الحكومة ولجنة الحوار الوطني مع بعضهما على خلفية نظام الإنتخاب المقترح ثم تخرج أصوات من مجلس الأعيان تهدد إسرائيل علنا بحرب لم تر مثلها ويتناقش القوم بسناريو صراع عسكري لحماية المملكة من مؤامرة الوطن البديل ثم تعاود الحكومة ضغوطها على النواب للتراجع عن موقف سابق لهم له علاقة بقانون هيئة مكافحة الفساد ما دام التراجع ممكنا تحت الضغط.
ويختار وزير البلاط الأسبق مروان المعشر وقتا مناسبا للغاية لكي ينصح الحراك الشبابي الأردني بالإنخراط في هيئات تمثيلية معتبرا ان زمن الخوف الشبابي من المخابرات في الأردن ولى بلا رجعة في فترة الربيع العربي فيما إختارت ليلى شرف نفس التوقيت السيء لتعلن إستقالتها من مجلس الأعيان ولاحقا إنسحابها من {دولة الفساد} كما قالت .
كل هذه الإنفلاتات حصل على جبهة الحكومة المتخبطة والبرلمان في نفس توقيت زيارة واشنطن الملكية الهامة على خلفية إجتماعات الأمم المتحدة وبشكل حرم أعضاء الوفد الأردني من الإسترخاء ودفعهم لتزويد القيادة في نيويورك بالأخبار السيئة بين الحين والأخر مما أبقى الطاقم الإستشاري في دائرة إتصالات الطواريء مع عمان .
لذلك يتصور بعض المحللين أن القيادة الأردنية لم تكن مرتاحة في نيويورك الأسبوع الماضي والأخيار السيئة التي تصل من عمان تسببت بإزعاجها وأربكت خطط الزيارة المهمة سلميا وإقتصاديا وسياسيا وهؤلاء أنفسهم يتصورون بأن الملك قطع عمليا زيارته وعاد منزعجا مساء البست إلى عمان بعد واحد من أسوأ أسابيع عمان داخليا .
عليه أصبح الجو مواتيا تماما للتحدث عن رؤوس ستسقط وأخرى ستتصدر الواجهة في تغييرات حيوية في المناصب العليا قوامها إحتواء الأضرار والتحليق مجددا بمشروع الإصلاح .. لذلك الجميع وبدون إستثناء في عمان في حالة ترقب غير مسبوقة ينتظرون فيها إطلاق {صافرة الحكم} .. وسط هذه الزحمة وحده ليث شبيلات يتجول بين المحافظات وتستمر الإعتصامات.{عن القدس العربي}