جرش نت - ايمان كبار السن بقدرتهم على توقع مواسم الشتاء الوفيرة ما زالت ترتبط بروايات أسطورية تحدثت عن الشتاء والثلوج حتى كاد ايمانهم يؤكد صدقية تلك الروايات تزامنا مع تراكم الثلوج منذ يوم امس.
" ابو مالك" الستيني الذي الزمه تعطل حركة السير صباح اليوم الخميس بالسير على اقدامه مسافة تزيد على ثلاثة كيلومترات للوصول الى مصدر رزقه بوسط البلد ، ما زال يؤمن بان "اذار فيه سبع ثلجات كبار".
ويقول ابو مالك ان التطور التكنولوجي وتقدم العلم لم يغنه عن تحليل احوال الطقس بنفسه ، منتقدا جيل اليوم الذين اصبحوا يرهنون حياتهم لخبر يبثه مذيع النشرة الجوية من خلف الكاميرات.
ويؤكد ان مزارع الامس لم تمنعه غزارة الامطار بقدر ما كان يؤمن بقدرته على استكمال موسمه الزراعي ضمن الفترة المتاحة له ليستطيع اللحاق "بالعونة" التي كانت اهم من قيامه باعماله الخاصة، وفقا لقوله.
ابو مالك ، الذي اعتبر نفسه من محبي شهر شباط واذار، وتأكيده على انها الاغزر بالموسم المطري ، قال بانه لا يؤمن بمقولة : كانون فحل الشتاء (اغزر شهر مطري)، وانما يؤكد ان اذار ابو الامطار وبان "شباط ما في على كلامه رباط".
ويذكر ابو مالك رواية رومانية قديمة قال بان ثلوج الامس واليوم خير شاهد على صدقها وصدقية ايمانه بها، فيقول :انه تعارف سابقا على ما يسمى بمستقرضات الروم وهي سبعة ايام، اخر اربعة من شباط وثلاثة في بداية اذار يكون فيها المطر غزيرا وقاسيا.
ويتابع روايته: ان عجوزا كانت تغزل صوفا بمغزلها اليدوي في أواخر شهر شباط، وكانت الشمس دافئة والجو صاف فارادت ان تعبر عن فرحها بانتهاء شباط البارد فذكرت كلمات قاسية بحقه، -ووفقا للرواية- سمعها شباط فغضب لإهانته واستنجد بأخيه آذار وقررا تقسيم السبعة الايام بينهما وحصل اذار على أربعة ايام قاسية البرودة وغزيرة الامطار وكثيفة الثلوج انتقاما من العجوز التي لم تبق شيئا لتتدفأ عليه حتى حرقته بما فيها دولابها ومغزلها.
وفي الوقت الذي يأمل فيه ابو مالك ان تتحقق مقولة "شتوة نيسان بتسوا السكة والفدان" باعتبارها الاهم للمزارعين رغم قلتهم، يشير الى انه بـ"سعد السعود" بتدور الماوية بالعود(الروح والحياة)،وتمتد فترة سعد السعود من 26 شباط وحتى 10 اذار. ابو مالك رغم الوقت القصير الذي اقله فيه مندوب (بترا) لاقرب وسيلة نقل انتقد اسلوب التعامل مع مواسم الخير(المطر والثلج) في فصل الشتاء ، مشيرا الى ان اسلوب الادارة بالفزعة وتفويض الصلاحيات لعشرات المسؤولين في المناطق سيبقى رهينة الاهواء الشخصية والجرأة التي يتميز بها كل منهم.
ويؤكد ان الحكومة باسلوب التعطيل الكلي او الجزئي لا تفيد بشيء غير تأكيد العجز لدى المواطن بوقت تصرخ هي ذاتها من تعطل عجلة الانتاج بكثير من الاوقات، داعيا الى ان يكون موسم الخير فعلا موسم عطاء وانتاج.