لملك يعارض بشدة بث مسلسل «الحسن والحسين»
جرش-نت
وجد مسلسل "الحسن والحسين" معارضة شديدة من أعلى سلطة من الأسرة الهاشمية في الأردن الملك عبدالله الثاني، وكذلك من الأمراء والمسؤولين في الأردن وسطروا موقفهم في شعبان الماضي عندما صدرت توجيهات تمنع الشركة المنتجة من التصوير في البلاد.
حيث أكد عدد من أبناء قبيلة الأشراف في السعودية على ضرورة منع عرض مسلسل "الحسن والحسين ومعاوية" لما فيه من جرأة على مقام الأنبياء والمرسلين وكبار الصحابة وآل البيت رضي الله عنهم، ولما فيه كذلك من التعدي على مكانتهم المعظمة في نفوس المسلمين.
ووفقاً لصحيفة "الوطن" السعودية، قال عدد من أبناء القبيلة إن رأيهم من رأي العلماء في السعودية، وكذلك مجامع الإفتاء في العالم الإسلامي، وعلى رأسها مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، وفتوى هيئة كبار العلماء، وكذلك اللجنة الدائمة بالسعودية، وفتوى شيخ الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، وفتوى مفتي دائرة الإفتاء في الأردن، وفتوى علماء اليمن خصوصاً ناظر الوصايا اليمنية عضو هيئة الإفتاء ونائب المفتي سابقاً.
وأبدوا استياءهم مما نشر مؤخراً على لسان الشركة المنتجة لمسلسل "الحسن والحسين" الذي يجسد من خلاله شخصيتي الحسن والحسين رضي الله عنهما، حيث أشارت الشركة إلى وجود 150 شخصية اعتبارية، من الأشراف في كل من السعودية، والأردن، ومصر والمغرب وافقوا على المسلسل وعرضه وبثه.
وأبدى رئيس اللجنة الخاصة لضبط وتوثيق الأشراف في السعودية الشريف هزاع بن شاكر العبدلي استغرابه من تصريح الجهة المنفذة التي تزعم موافقة الأشراف في المملكة، مشيراً إلى أن ما نشر خال من المصداقية، وفيه محاولة للتضليل حيث إن كبار الأشراف، وأعيانهم في المملكة خاصة مكة والمدينة، وباقي الحجاز موقفهم واضح وصريح منذ بداية الإعلان عن مسلسل الحسن والحسين وهو الرفض والمطالبة بإيقافه ومنعه.
ويرى العبدلي أن من تعدي الشركة المنتجة إقحام اسم شخصيات الأشراف الاعتبارية في عمل كهذا، وكان الواجب عليهم قبل نشر أي تصريح باسم الأشراف أن يراجعوا كبارهم وأعيانهم وعلماءهم في الشريعة، ويعرضوا عليهم الأمر حتى يكون لكلامهم مصداقية، مضيفاً أن الأمل منشود من الجهات المسؤولة ومقام ولي الأمر باتخاذ موقف صارم من هذا العمل وأمثاله.
واتفق شيخ الأشراف بمحافظة بدر الشريف حميد بن حمود آل نامي مع ما ذكره الشريف هزاع، مؤكداً أنه عين الصواب والحقيقة، فيما أكد كل من الشريف الفريق طلال بن محسن العنقاوي مدير عام سلاح الحدود سابقاً من كبار الأشراف العناقوة بمكة، والشريف محمد بن عبدالله بن عبدالكريم بن بديوي الهجاري الشريف رئيس قرية الأشراف بينبع وكذلك الشريف منصور بن شهيل الحسيني ناظر أوقاف الأشراف بني حسين بالمدينة والشريف محمد بن حسين بن زيد بن فواز آل عون من أعيان الأشراف في الطائف والشريف شرف بن جساس البركاتي شيخ الأشراف ذوي حسين آل بركات بوادي فاطمة، أن هذا العمل تجاوز شرعي خطير على مقام سيدي شباب أهل الجنة وريحانتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفيه مخالفة لرأي المراجع العلمية المعتمدة للمسلمين وسيفتح باب فتنة وشر كبير، إضافة إلى التجاوز في إقحام أسماء شخصيات الأشراف الاعتبارية بما لم يصدر عنهم، وهذا إخلال بالأمانة والمصداقية.
من جهتهم، رفض عدد من العلماء والمؤرخين والباحثين من الأشراف في المملكة هذا العمل. وقال الكاتب الصحفي عبدالله بن فراج آل عون العبدلي إن الإعلان من أن هناك شخصيات اعتبارية من الأشراف توافق على هذا العمل فيه كذب خاصة في ديارنا في الحجاز.
وأضاف "ليس من الصالح البحث في الخلاف الذي جرى بين الصحابة في الفتنة، ولا بد أن يحفظوا لآل البيت حقهم وللصحابة مكانتهم ولا يدخلوا في مثل هذه الخلافات التي نتيجتها الفرقة والتباغض بين المسلمين، وإثارة النزاع الطائفي بينهم الذي ليست الأمة بحاجته في وقتنا".
من جانبه، ذهب القاضي بديوان المظالم في مكة المكرمة الشيخ الشريف ناصر بن عبدالكريم البركاتي إلى أن الإقدام على هذا الصنيع يفضي إلى الاستهانة بقدر الصحابة الأخيار وآل البيت الأطهار رضوان الله تعالى عليهم.
وأضاف أن في ذلك منافاة لتكريم الله عز وجل لهم، ولا يمكن أن يقال إن في ذلك مصلحة ظاهرة على اعتبار أن في ذلك إبرازاً لأخلاق الصحابة رضوان الله تعالى عليهم خاصة مع ما يعرف من أحوال الممثلين والتمثيل عموماً.
وأكد البركاتي أن مثل هذه الأعمال قد تهيج النزعات الطائفية بتبنيها وتقريرها العقائد الفاسدة والمنحرفة لدى أهل الأهواء.
واستغرب عضو هيئة التدريس بقسم التاريخ بجامعة أم القرى الدكتور حسن بن علي بن عون الحارثي من مزاعم الشركة المنتجة بموافقة جمع كبير من الشخصيات الاعتبارية من الأشراف في السعودية، وأنه عرض عليهم بما ينافي الحقيقة، فهو لم يعرض على كبار الأشراف أو علمائهم أو المتخصصين في التاريخ الإسلامي منهم، وما ذكروه بعيد عن الواقع.
وأفاد الباحث في الدراسات الشرعية والتاريخية عضو اللجنة الخاصة لضبط وتوثيق أنساب الأشراف والمحاضر بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة طيبة الشريف عصام بن ناهض الهجاري، أن ما نشر على لسان الشركة المنتجة عن الأشراف بالسعودية والأردن ومصر المغرب أمر غريب، حيث إن كبار الشخصيات وعلماء الأشراف موقفهم من هذا المسلسل واضح وصريح بالرفض والمعارضة لبثه وعرضه.
ونفى الهجاري عرض العمل على أعيان الأشراف من أهل العلم في بلادنا لمحاولة وضع شرعية علمية واجتماعية أدبية على مشروعهم، مضيفاً أن في الأشراف ثلة مباركة موثوقة من علماء الشريعة وأهل التاريخ لم يعرض عليهم.
وحسب الهجاري، فإن العمل وجد معارضة رسمية في كثير من الدول العربية، منها سورية والمغرب وتونس ولبنان. وفي مصر منعت القنوات المصرية عرض المسلسل بعد موقف الأزهر منه.
من جهته، استغرب المشرف على موقع الأشراف السليمانيين الشريف علي المعافا من الإصرار على عرض المسلسل حيث حسمت المراجع العلمية والشرعية للفتوى هذا الأمر بالمنع والتحريم لما في ذلك من الجرأة على مقام أصحاب رسول الله وآل بيته، وأكد أن الأشراف في السعودية رأيهم مع رأي العلماء، وهم يرفضون، ويعارضون عرض هذا المسلسل.