مصادر: تقرير لأطباء شرعيين يشير إلى انتحار الزعبي وشقيقه يؤكد أن الوفاة سببها اختناق من مسافة قريبة
جرش نت
أكدت مصادر مطلعة أن لجنة أطباء شرعيين كشفت على جثة الشاب المتوفى نجم الدين العزايزة الزعبي بعد اعتقال جهات أمنية له في الرمثا، بينت أن ظروف وفاته تشير إلى "الانتحار"، فيما قال شقيقه فتحي إن سبب الوفاة ناتج عن "الاختناق من مسافة قريبة".وقال فتحي، إلى "الغد"، إن أهالي سكان الرمثا ينتظرون التقرير النهائي من قبل رئيس الوزراء عون الخصاونة الذي وعدهم بتحقيق شفاف وعادل في قضية وفاة ابنهم.
وكانت مصادر مطلعة، كشفت أن لجنة من الأطباء الشرعيين، شكلها مدعي عام شرق عمان معاوية السعايدة، لإعادة الكشف الطبي على جثة الزعبي، أكدت ما جاء في التقرير السابق للجنة الأطباء الشرعيين، والتي بينت "خلو الجثة من أي آثار للعنف أو التعذيب، وان ظروف الوفاة تشير إلى الانتحار".
واستمرت عملية إعادة الكشف الطبي أمس على جثة نجم الدين، بحضور قريبه الدكتور محمد الزعبي في مستشفى الأمير حمزة الحكومي، مدة ثلاث ساعات، وفق المصادر نفسها التي أكدت "خلو جميع أجزاء جسده من آثار العنف، مع وجود آثار للإطار القماشي المثبت حوله، وكان ملفوفا حول عنقه، واطرافه مربوطة بشباك حماية باب الزنزانة التي كان معتقلا فيها وحده".
إلى ذلك، بينت مصادر رسمية أن مجموعة خبراء سيتوجهون اليوم إلى الزنزانة التي عثر فيها على الزعبي متوفى، للتأكد من ظروف وفاته التي أظهرت أنه تم العثور عليه منتحرا، وفق تقرير الجهة الأمنية التي كان معتقلاً فيها.
وأوضحت المصادر أن رجال الأمن عثروا على الزعبي منتحرا يوم الأربعاء الماضي، وحول عنقه إطار قماشي كان مثبتا أصلا على أطراف بطانية تستخدم كغطاء أثناء النوم، وطرفي الإطار القماشي معلقان في شباك نافذة حديدية لباب الزنزانة.
وفي الوقت الذي رجحت فيه المصادر أن يتسلم ذوو الزعبي جثته اليوم، فإن والده أبو ناصر أكد الى "الغد"، أن استلام الجثة سيكون مقرونا بإظهار نتائج التحقيق حول ملابسات وفاة ابنه، وفي ضوء ذلك، سيضع الأمر بين وجهاء وأهالي مدينة الرمثا الذين سيقررون استلام جثة ابنه ام يرفضون استلامها.
ويؤكد أنه في حال صدقت الرواية الرسمية، بأن ابنه توفي منتحرا، فإنه يحمل "المسؤولية" إلى الأمن، لافتاً الى أنه يتوجب على رجال الامن، حمايته من محاولة إيذاء نفسه.
وكانت لجنة أطباء شرعيين لإعادة الكشف الطبي على جثة الزعبي، شكلت امس برئاسة الدكتور مؤمن الحديدي وعضوية الأطباء الشرعيين: عماد العبد اللات، منذر لطفي، محمود الشريدة ويوسف محمد إبراهيم، وبحضور مدعي عام شرق عمان معاوية السعايدة وقريب الضحية الدكتور محمد الزعبي، قد أخذت أيضا مزيدا من العينات من الجثة لفحصها مخبريا والتأكد من سبب الوفاة.
وفي السياق نفسه، تشهد مدينة الرمثا هدوءا يعكره تسرب النتائج الأولية للجنة المتخصصة بإعادة الكشف على جثة الزعبي، التي نفى شقيقه ما صدر عنها من أن سبب وفاة أخيه هو الانتحار.
وقال فتحي إن "سبب الوفاة ناتج عن الاختناق من مسافة قريبة".
وأضاف ان اللجنة لم تنه أعمالها بعد، وسيصار إلى الكشف على المكان الذي توفي في داخله أخوه نجم الدين، مؤكدا أن أهالي الرمثا ينتظرون السبب الحقيقي للوفاة ومحاسبة المسؤولين عن التسبب بها.
كما أكد أن حالة من الاحتقان الشعبي تشهدها الرمثا، مشيرا الى انه لن يصار إلى استلام الجثة إلا بعد معرفة السبب الحقيقي للوفاة، داعيا الحكومة إلى سرعة البت في القضية لاحتواء احتقان أبناء المدينة.
وأكد أن أبناء لواء الرمثا حريصون على الحفاظ على الممتلكات العامة، وهم موالون للقيادة الهاشمية، رافضا في الوقت نفسه استغلال الحادثة من قبل البعض للإساءة الى الوطن وأبناء الرمثا.
بدوره، دعا النائب أحمد الشقران إلى ضبط النفس كي تستكمل إجراءات التحقيق بنزاهة وشفافية، رافضاً قيام أي جهة باستغلال الحادثة للاساءة إلى أهالي اللواء.
وكان رئيس الوزراء تعهد بسرعة الكشف عن ملابسات الوفاة، واعدا بمحاسبة المتسببين بها، حال أثبتت لجنة التحقيق تعرضه لتعذيب أثناء اعتقاله.
وأضاف الخصاونة خلال تقديمه العزاء لعائلة الزعبي في منزل والده بمدينة الرمثا أمس، إن الحكومة ماضية في إجراءات التحقيق لمعرفة ملابسات الحادثة على وجه السرعة، مؤكدا على "مبدأ سيادة القانون الذي لا حياد عنه".
وكان الهدوء عاد إلى الرمثا عقب زيارة الرئيس الخصاونة، والذي تفقد خلالها المدينة ومركز حدود جابر، واطلع على سير الإجراءات، واستمع إلى مطالب المواطنين المقيمين والقادمين من سورية، كما تفقد مديرية شرطة لواء الرمثا والتقى مختلف المرتبات. وخلت شوارع المدينة صباح أمس من المحتجين، فيما باشرت آليات بلدية الرمثا ووزارة الأشغال العامة والإسكان، بفتح الطرق التي أغلقها محتجون بالحجارة وحاويات القمامة والاطارات التي تم حرقها ليلة الخميس الماضي.
وأصدرت عشيرة الزعبي وأهالي الرمثا عامة، بيانا على خلفية زيارة الخصاونة، أكدت فيه ولاءها للعرش الهاشمي وانتماءها للوطن.
وقالت إن "الأردن نسيج أرواحنا وقناعتنا التي لا تقبل الشك، مقدمين الشكر للرئيس الخصاونة وصحبه الذي تبنى وبشكل صريح إحقاق الحق بتوجيهات جلالة الملك".
وكانت وقعت في اليومين الماضيين، أعمال احتجاج بعيد اعلان وفاة الزعبي بعد أن تم اعتقاله من قبل جهة أمنية، وسط غياب أمني وإغلاق للدوائر الرسمية.
وأضاء احتراق إطارات السيارات في ليلتي الخميس والجمعة أجزاء من أحياء مدينة الرمثا، التي أغلقت بعض شوارعها بالحجارة وحاويات القمامة، وشهدت حرقا لمبنى المتصرفية، إلى جانب ثلاث مركبات حكومية