شباب مركز "أمان" يتحدون الإعاقة وينسجون من إبداعاتهم مشغولات يدوية
جرش- نت
يتحدى شباب في عمر الزهور إعاقتهم، ليجعلوا منها دافعا للإنجاز، ويصنعوا من أكتافهم وقبضاتهم الحديدية بكل مهارة وإتقان مشغولات يدوية، تتوزع على الأسواق التجارية.
أصبح هؤلاء المعوقون شبانا منتجين بفضل برنامج تطبقه
مؤسسة إنجاز، للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و19 عاما، الذين يعانون من صعوبات في التعلم أو لديهم درجة إعاقة عقلية قد تصاحبها إعاقة جسدية، واختارت مركز أمان للتربية الخاصة ليكون أحد المراكز التي يطبق فيها البرنامج.أصبح هؤلاء المعوقون شبانا منتجين بفضل برنامج تطبقه
يبدأ هذا البرنامج بتأسيس شركات خاصة للطلاب، يحصلون من خلالها على المعلومات كافة اللازمة لإدارة شركتهم، ومن ثم تعقد جلسات بشكل أسبوعي من أجل تحديد المنتج أو الخدمة، التي سيقوم الطلاب بإنتاجها، والتوصل إلى فهم آلية العمل في الشركة.
ويشتمل البرنامج الذي تتراوح مدته بين 8 و20 أسبوعاً، على عدة أقسام؛ منها: قسم العمليات الذي يتم فيه الإنتاج، والمبيعات ويتم فيه التعرف على بيع المنتجات في المعارص، وقسم الإدارة، وفيه يتم الإشراف على العمل؛ حيث يتم تحديد كل طالب على حسب قدراته، ومن ثم اختيار اسم الشركة وشعارها، لتتم بعدها عملية الإنتاج.
واختار المركز 12 طالبا للمشاركة في البرنامج، وتم اختيار خمسة مشرفين من مركز أمان، وأربعة متطوعين من إنجاز خضعوا لورشة تدريبية، تمكنهم من التعامل مع الطلبة المعوقين واكتساب الخبرة الكافية في مناهجهم.
استطاع هؤلاء الطلبة تأسيس شركتهم الخاصة التي أطلقوا عليها اسم شركة "النور" لإنتاج المشغولات اليدوية المصنوعة بأدوات دقيقة جداً، التي تم إنجازها على أكمل وجه؛ حيث تقوم إنجاز بتقييم الطلاب قبل وبعد انتهائهم من البرنامج من أجل قياس مدى تطورهم ومهاراتهم وقدراتهم.
ويهدف البرنامج إلى توطيد الثقة بالنفس، وزيادة الطموح والقابلية لتحقيق النجاح، بالإضافة إلى فتح أبواب جديدة للعمل في ظروف اقتصادية سريعة التغير، و"تقوم شركة إنجاز بإيجاد المعارض التي على الطلاب تسويق منتجاتهم فيها"، وفقا لما تقول مشرفة البرنامج في إنجاز هلا فودة.
وترى فودة أن البرنامج عمل على إحداث تأثير في شخصية الطلاب، فأصبحوا أكثر تفاعلاً، وثقة بالنفس، وابتعدوا عن الانطوائية، وباتوا يعرفون معنى التسويق والإنتاج، وبإمكانهم من خلال العوائد المالية أن يفكروا بعمل مشروع جديد لهم أكثر تطورا وبمستوى مهارات أعلى.
وتؤكد مديرة مركز أمان للتربية الخاصة ريم أبو سيدو، استجابة الطلاب للبرنامج، خصوصاً وأن المركز بحاجة إلى إظهار أفضل ما عند المعوقين، مبينة أن هدفهم خدمة الشباب الذين ليست لهم برامج، وأنهوا فترة التحاقهم ببرامج تعليمية وتدريبية، ومساعدتهم على أن يصبحوا منتجين، وربطهم بسوق العمل من خلال أشغال تتجانس مع قدراتهم العقلية والبدنية وترفع مفهوم الذات لديهم.
وترى أن قدرات الطلاب متفاوتة؛ إذ قد يتجه أكثر من طالب للعمل الواحد من أجل إنتاجه بدقة، إلى جانب وجود مهام بسيطة موجودة للطلاب غير القادرين بهدف التعاون مع المجموعة والمشاركة.
وتشير إلى المشرفين المتابعين للبرنامج؛ حيث يعدون من ذوي الاختصاص بشؤون المعوقين، ولديهم مهارات شخصية تؤهلهم للعمل في البرنامج، مشيدة بالمتطوعين من إنجاز الذين كانوا على قدر من المسؤولية، بإدراكهم للمهارات التواصلية كافة، وما لديهم من رغبة في العمل مع تلك الفئة تحديدا.
وتبين أبو سيدو أن فكرة البرنامج كانت إيجابية كثيراً على الطلبة وعلى أهاليهم، الذين تيقنوا أن أطفالهم لن تكون إعاقتهم عالة على أحد، بل باستطاعتهم دخول سوق العمل من بابه العريض.
ويذكر أن مؤسسة إنجاز تنفذ برامجها في مجموعة من المدارس الحكومية ومدارس الثقافة العسكرية، ومدارس الأونروا لصفوف السابع حتى الحادي عشر، بالإضافة إلى طلاب الجامعات والكليات، وإفادة أكبر قدر من الشباب والمراكز المهنية ودور الأيتام، وتم أيضاً طرح دورة جديدة تستهدف الشباب المعوقين في مراكز التربية الخاصة، وتتبنى إنجاز العديد من السبل لتطبيق برامجها؛ كالدورات التدريبية، والأنشطة، والمشاريع، والمنافسات المحلية والعربية، بالإضافة إلى الأنشطة التفاعلية والتبادلات الثقافية