الانتهاء من تصوير فيلم "على مد البصر" أصيل منصور: مخرج الفيلم الروائي عليه حفظ التفاصيل بأدقها
جرش-نت)
وفي موقع بارز في منطقة الفحيص، وتحديدا في ساعات الليل، كان موقع التصوير أشبه بخلية نحل وضم كادرا فنيا شبابيا، كان مفعما بالحيوية واللهفة، للخروج بعمل سينمائي ناجح رغم ميزانيته القليلة؛ حيث أنهى المخرج أصيل منصور تصوير مشاهد فيلمه الروائي الأول "على مد البصر"، بعد أن انطلق في الثلاثين من الشهر الماضي، ليستغرق تصويره نحو 18 يوما.
مواقع التصوير التي أخذت مكانها في مختلف مناطق عمان؛ من بينها بيادر وادي السير والفحيص، زارتها سمو الأميرة ريم علي الخميس الماضي للاطلاع على سير الأمور، كما جرى تصوير عدة مشاهد بحضورها.
وبينت الأميرة ريم علي، التي عاينت أكثر من موقع خلال هذا العام لأفلام أردنية لمخرجين أردنيين شباب في محاولتهم الأولى، أن هذا الفيلم مختلف في مضمونه، مشيرة إلى أنه يبتعد عن الدراما الاجتماعية، ويحتوي على عنصر تشويقي وتلك جزئية جديدة بالنسبة لمخرج شاب في محاولته الأولى.
وحول زخم الإنتاج السينمائي المحلي خلال العامين الماضيين، لفتت الأميرة ريم علي، في تصريح لـ"الغد"، إلى أن هذا الزخم يضع صناعة الأفلام المحلية على الطريق الصحيح، مقارنة مع التاريخ المبنية عليه، فهي كانت متقطعة لأعوام مضت، بسبب الدعم والأوضاع الاقتصادية إلى جانب الإنتاج التلفزيوني.
وأضافت "أنه اليوم، وفي ظل الإمكانات الشبابية التي تقودها الكوادر المحلية المؤهلة، يظهر جليا أننا على المسار الصحيح، خصوصا أن العديد من الأفلام التي أنتجت سجلت حضورا دوليا واعترافا بموهبة صانعيها، وسيتطور الأداء وإن كان بطيئا، ولكنه إنجاز حقيقي، ويبشر بمستقبل مليء بالعطاء والإنجازات المقبلة".
فيما بدا المخرج أصيل منصور مرتاحا وسعيدا، رغم أنها التجربة الروائية الأولى له لفيلم طويل، ويعزو ذلك لكادر وطاقم العمل وإرشادات المصور الفرنسي الخبير المشارك والتمارين المسبقة، التي شارك فيها الممثلان في الفيلم من خلال قراءة النص، بحيث جرى تعديل حواراته، وحتى إعادة كتابتها لتتناسب مع الشخصية بواقعية وجدية بحسب الموقف.
ولفت منصور إلى أن هذه الطريقة سهلت عملية التصوير، التي عكرت صفوها قليلا التقلبات الجوية، والتي تم تجاوزها بتعاون الجميع.
ويضيف منصور "أنه يجب على المخرج الذي يحاول إخراج فيلم روائي لأول مرة أن يكون قادرا على حفظ التفاصيل بأدقها، وأن لا يحيد عن الصورة العامة ضمن تركيزه بالتفاصيل، وأن يدرك العناصر من حوله للحركة والوقت للخروج بعمل كامل".
بطلا الفيلم هما الممثلان الأردنيان؛ ناديا عودة وخالد الغويري، حيث تلعب ناديا دور "ليلى" التي تتعرض سيارتها للسرقة وتشاهد السارق بعينها من شرفة منزلها.
عودة، التي تعد مشاركتها في العمل التجربة السينمائية الأولى لها، أكدت في تصريح لـ"الغد" أن دورها في "مد البصر" مختلف عن أدوارها التي قدمتها في التلفزيون؛ حيث كان آخرها المشاركة في مسلسل "سقوط الخلافة"، لافتة إلى أن الشخصية التي تجسدها، هي لفتاة في العشرينيات من عمرها، تكون تصرفاتها وردود أفعالها مبنية على تجاربها الشخصية، فهي متزوجة، ولها ماض، وتضطر لمواجهة عدة قرارات اتخذتها في حياتها.
وحول التعاون مع فريق شبابي ومخرج يقدم فيلمه الروائي الأول، ترى عودة أن هذا التعاون مهم للفنان الأردني، وكلاهما يكملان بعضهما، مشيرة إلى أن هذه الخبرات الشبابية تفيد الفنانين وتكمل عملهم؛ حيث إنهم يحتاجونها بشدة.
الفيلم يقدم مضمونا مختلفا عن الدراما؛ بحيث أضيفت إليه عناصر التشويق والترقب والأكشن نوعا ما، فنص الفيلم الذي كتبه منصور، يصور ليلة مليئة بالمغامرة، ويعكس مشاعر الخوف التي تعتري ليلى إثر تعرض سيارتها للسرقة من قبل اللص "سامي"، الذي بدوره يختبر قرارات اتخذتها، ليأتي الحوار بين الشخصيتين ذا بعد نفسي وإنساني بما يبوحان به لبعضهما وحتى من خلال التفكير الداخلي.
دور اللص "سامي"، الذي يجسده الممثل خالد الغويري، جاء مفعما بالحوارات العميقة، بحسب الغويري، الذي يبين أن عمله في هذا الفيلم يختلف عن تجربته في العمل التلفزيوني، فهو يعرف أين تبدأ المشاهد وكيف تنتهي اللقطة، لتكون أقل ضغطا وواضحة.
وبين الغويري، الذي شارك في العديد من الأعمال الدارمية؛ مثل "معاوية والحسن والحسين"، و"الاجتياح" و"راس غليص" و"بيارق العربا" و"نمر بن عدوان"، أن دوره في الفيلم يحمل أبعادا مختلفة من خلال البوح الذي يكون بينه وبين "ليلى"، ليلقيا الضوء ومن جهات مختلفة على القرارات الفردية التي يتخذها كل شخص في حياته وتحمله لعواقبها والمسؤولية الفردية التي تبنى عليها الحياة من خلال كل خيار، والنضوج المتعلق به وأثر كل حركة نقوم بها على أنفسنا وعلى من حولنا.
وبعد الانتهاء من تصوير المشاهد، تبدأ الآن عملية المونتاج، التي سيقودها المخرج برفقة المنتجة الفرنسية سيندي لوتاملبييه والمنتجة الأردنية من الهيئة ليندا مطاوع والمنتجان التنفيذيان جورج داود ومهند البكري.
وكان المخرج منصور قد نال شهادة الماجستير في علم النفس الإعلامي من جامعة والدن- منيسوتا في الولايات المتحدة الأميركية في العام 2010.
وحاز على جائزة أفضل مخرج للعام 2004 من تعاونية عمان للأفلام لفيلمه "السلاح صاحي"، وعلى تنويه لفيلم عربي في مهرجان الأردن للأفلام القصيرة في العام 2006 عن فيلمه "أقدام صغيرة". وأخرج منصور فيلمين طويلين وثائقيين؛ وهما "العم نشأت" في العام 2011، وهو حالياً في مرحلة ما بعد الإنتاج، وفيلم "سيرة لاجئ" في العام 2008، إضافة إلى ثلاثة أفلام قصيرة؛ هي "بوملي" 2008 و"أقدام صغيرة" 2006 و"السلاح صاحي" 2004.
ويعد هذا الفيلم جزءا من الأفلام التي أنتجتها الهيئة الملكية للأفلام، ومن أحدثها فيلم "لما ضحكت موناليزا" للمخرج فادي حداد، وهو في مرحلة ما بعد الإنتاج، إلى جانب ثلاثة أفلام من العام الماضي هي؛ "مدن ترانزيت" للمخرج محمد الحشكي الحائز على جائزتين في مهرجان دبي السينمائي الدولي و"الجمعة الأخيرة" ليحيى العبدالله الحائز على أربع جوائز في مهرجان سان سيباستيان السينمائي الدولي و"سبع ساعات فرق" لديمة عمرو، وتعرض وتشارك أفلامهم حالياً في مهرجانات عالمية.