متطوعون من الجامعة الألمانية الأردنية يسعون لتمكين الطلبة من فهم المناهج المقررة
جرش نت -"المختبر المتنقل للعلوم"، مبادرة أسسها أعضاء من نادي رابطة مهندسي الكهرباء والإلكترونيات في الجامعة الألمانية-الأردنية، بالتعاون مع مبادرة مدرستي، لمساعدة طلبة المدارس الحكومية على تجسير الفجوة بين الجانبين النظري والتطبيقي للبيانات والمعلومات العلمية التي يدرسونها.
المشرف على النادي في الجامعة الدكتور محمد نزال، تحدث عن فكرة المشروع إلى "الغد"، مؤكدا أنه يتم ربط المعلومات التي يتعلمها الطلبة من خلال المناهج المقررة بالتطبيق العملي، بهدف تمكينهم من فهمها واستيعابها وتحليلها.
ويتطوع لتنفيذ المشروع طلبة من الجامعة، يقومون بزيارات ميدانية دورية إلى المدارس الحكومية في المناطق الأقل حظا، وإتاحة الفرصة للطلبة لعمل تجارب علمية من المناهج التي يدرسونها في كتب العلوم.
يرى أحد الطلبة المتطوعين في هذه المبادرة من الجامعة الألمانية محمد بركات "أن هذه التجربة تسهم في تنمية مهارات التحليل، والمناقشة والتفكير لدى كل طالب مشارك فيها، بالإضافة إلى أنها تعلم كل طالب خضع لهذه التجربة، اتباع مبادئ البحث العلمي من حيث المشاهدة والتفكير ومن ثم التجربة".
ويوضح أن هذه المبادرة تعمل على تشجيع العمل الجماعي وتعزيز ثقة الطلبة بأنفسهم من خلال حلقات المناقشة والأسئلة التي يقوم بها الطلبة بمساعدة المتطوعين.
المتطوعة زينة؛ وهي طالبة من الجامعة الألمانية الأردنية، بينت أن هذا المشروع جاء من اقتناع العديد من أفراد الجامعة، بأن هناك فجوة كبيرة بين الجانب النظري والتطبيق العملي للمعلومات، وخصوصا العلمية منها، التي يتلقاها الطلبة في المدارس الحكومية، لأنها عبارة عن نظريات يحفظها الطالب من دون الاقتناع بها.
وتؤكد أهمية المبادرة للطلبة الذين يتلقون التدريب، وللمتطوعين، لمعرفة الطريقة المثلى للتعامل مع الطلبة، وتوصيل الفكرة، ومعرفة المناطق الأقل حظا؛ فالشخص الذي ينير شمعة ويسلطها على أفراد مجتمعة، يبعدهم عن الظلام.
وآلية عمل الفريق، وفق نزال، تكون من خلال زيارة المدارس الحكومية، والتي غالبا ما تكون من الأقل حظا في المملكة؛ حيث يتم منح طلبة الصف السادس في هذه المدارس فرصة لعمل التجارب العلمية، التي يدرسونها في كتاب العلوم، ويتم تزويدهم بالمواد اللازمة لتنفيذ التجارب، والتي غالبا ما تكون غير متوفرة في المدرسة.
وهذه المبادرات، وفق نزال، تشجع على العمل الجماعي، وتعمل على تعزيز ثقة الطلبة بأنفسهم، ويتجسد ذلك بحلقات المناقشة، وطرح الأسئلة التي قام بها الطلبة بمساعدة المتطوعين، الذين بدورهم يقومون بإعطاء لمحة عن التاريخ العربي العلمي المشرق من خلال ذكر بعض العلماء العرب وإنجازاتهم على الصعيد العلمي والأثر الذي تركوه، إلى جانب أن ذلك يعطي الطلبة الأمل والثقة بقدرتهم على الإنجاز والاختراع وسلوك نهج العلماء العرب والمساهمة في نهضة بلادنا العربية.
ويقوم الفريق التطوعي بتوزيع استبانة فيها مجموعة من الأسئلة، حول إنجازات العرب في العلوم والاختراعات.
ويسعى النادي والمتطوعون بالعمل إلى توسيع هذه المبادرة ونشرها في الكثير من المدارس الحكومية في المملكة، رغم الحاجة إلى الدعم، ولذلك كان عليهم أن يجعلوا المبادرة مختبرا في باص متنقل يضم أدوات مخصصة وقليلة، لمزيد من المعرفة للطلبة.
ويؤكد نزال توجه النادي لإظهار مبادرات ومشاريع مستقبلية تشمل جميع الطلبة في المدارس، مع الحرص على تطوير مشروع "المختبر العلمي المتنقل" وتوسيعه وإشراك الجامعات الأردنية فيه، لافتا إلى مدى الفرح الذي يغمر الطلبة من هذا المشروع الذي يقدم خدمة مجتمعية.
ويذكر أن نادي رابطة مهندسي الكهرباء والإلكترونيات- فرع الجامعة الألمانية الأردنية، تأسس العام 2009 بإشراف د.محمد نزال، وهو ناد علمي يقوم بعمل مشاريع علمية وتطوعية بتنفيذ طلبة الجامعة لمساعدتهم على صقل مهاراتهم العملية والإبداعية، والمساهمة في تنمية المجتمع المحلي وغرس روح المبادرة والانتماء والتحدي والمسؤولية من خلال المشاريع التطوعية، التي تعزز من ثقافة العطاء عند الطلبة.