"بناء القادة الشباب": مبادرة للتواصل الاجتماعي بين طلبة المحافظات Kia


جانب من العفاليات التي تلقاها الطلبة خلال مبادرة "بناء القادة الشباب" - (من المصدر)


 جرش نت - "كما أن الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة"، فإن الشباب معقود عليهم الأمل وهو ما يدعو للتفاؤل بأن النتائج ستكون بإذن الله عظيمة.... فكن جزءا من هذا الإنجاز وساهم في رفعة هذا الوطن".

انطلاقا من كلمات جلالة الملك عبدالله الثاني للشباب كان برنامج صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية مبادرة "بناء القادة الشباب"، الذي هدف لبناء العلاقات الإيجابية وتكوين الصداقات بين أبناء المحافظات المختلفة.
وكانت باكورة هذه المبادرة إقامة معسكر للشباب، شارك فيه 106 طلاب من محافظتي العاصمة ومادبا، يمثلون ست عشرة مدرسة، تعرفوا من خلاله على أهداف المبادرة وأهمية التلاقي بين الشباب، حيث تشكلت لهم فرصة للتعارف من خلال التخييم لمدة ثلاثة أيام.
مدير البرامج الشبابية لصندوق الملك عبدالله للتنمية ثابت النابلسي، يشير إلى كيفية اختيار الشباب، وذلك ضمن اختبارات عقدت لطلاب الصفين السابع والثامن، ليقع الاختيار على الطلاب الذين اجتازوا الاختبارات العملية، ممن يتحملون مسؤولية المبادرة تجاه أنفسهم وأسرهم ومجتمعاتهم.
ويهدف برنامج "بناء القادة الشباب"، وفق النابلسي، إلى تعزيز شبكات التواصل بين طلبة المدارس من الصفوف؛ السادس، السابع، الثامن، من الفئة العمرية ما بين (11-14 سنة)، مشيرا إلى أنه تم اختيار هذه المرحلة للطلاب لأنها الفئة العمرية المجردة في علم النفس والسلوك، والأفضل لغرس المفاهيم والقيم لديهم ورفع مستوى تقدير الذات.
ويقول النابلسي، "إن المبادرة تسعى لتوطيد العلاقات وتبادل العادات والتقاليد من أرضية واحدة ومنبت واحد، ومنها ينمو الشباب، ويبنون فكرا واحدا لمستقبلهم يؤدي إلى بناء نسيج اجتماعي قوي، وهذا ينعكس في حياتهم الجامعية ومرحلة ما بعد الجامعة".
ويؤكد أن السير بهذه الخطوة يمكننا من خدمة الشباب في التعرف على بعضهم، ورسم مستقبلهم بأنفسهم، وتكوين رؤية واضحة تجاه حقوقهم وواجباتهم، حتى يكونوا قادرين على ترسيخ مفهوم القيادة لديهم، ضمن شعار "أنت تخدم فأنت قائد ونتواصل".
ويبين أن مواقع القيادة تختلف ضمن حقول واتجاهات، فهي إما أن تظهر في البيت، أو المدرسة، أو الحي أو الشارع وغيرها في أي مكان يتواجد فيه.
يطبق هذا البرنامج على عدة مراحل، وفق النابلسي، وهي مرحلة الترشيح من قبل الوزارة ومن ثم الاختبارات العملية والاجتياز، وبعدها مرحلة يدخل فيها الشباب في معسكر تدريبي للتعريف بمفهوم بناء القادة الشباب لمدة ثلاثة أيام، ومن ثم مرحلة التفاعل المجتمعي وترجمة مفاهيم القادة الشباب في مواقعهم؛ المدرسة، الحي، المحافظة، وكذلك مرحلة المشاركة وتفعيل النشاط عبر التواصل الاجتماعي (الصفحة الالكترونية)، لتبادل الخبرات والمعلومات، ثم مرحلة المعسكر الختامي في الصيف لكل المحافظات ضمن جدول زيارات لكل محافظة.
ويعتبر البرنامج مخرجا لإيجاد شراكة حقيقة مع وزارة التربية والتعليم وفريق التحديات لإعداد القادة وتطوير الموارد البشرية بدعم وتبني من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية.
بدأ المعسكر الأول لبرنامج بناء القادة الشباب في الثاني عشر من الشهر الحالي في غابة مملكة البحرين (غمدان) في قرية التحديات، وشارك فيه عينة طلابية من ثمانية مدارس من محافظة مادبا، بلغ عددهم 22 طالبا كانوا مرشحين من ضمن 45 طالبا، وعينة طلابية من طلبة العاصمة تم اختيارهم من ست مدارس مكونة من 22 طالبا من أصل 57 طالبا.
وبلغ مجموع المشاركين في المعسكر الأول 44 طالبا من 14 مدرسة، إلى جانب ستة مشرفين أشرف عليهم كادر متخصص في مجال اللياقة البدنية والرياضية، وكادر متخصص في العلوم الإنسانية "علم النفس التربوي، علم الاجتماع، العمل الاجتماعي".
وأكد النابلسي أن البرنامج عزز القيم القيادية لدى الطلاب، وأسهم في بناء العلاقات الايجابية بين أبناء العاصمة وأبناء محافظة مادبا، وتنمية روح المواطنة وأهمية العمل الجاد من أجل المحافظة على مدخرات الوطن وتنمتيها، إلى جانب تعميق المعرفة بتاريخ الأردن وثقافته وحضارته ومنجزاته.
وأشار إلى عقد ورشات عمل تدريبية، مثل "كيف نكسب الآخرين ونتقبلهم"، وكذلك "وطني حبيبي"، حيث تم فيهما تصميم خريطة الأردن من خلال استخدام مكونات الطبيعة المختلفة، وتكريم المجموعة الفائزة، إلى جانب ترسيخ القيم الخاصة بموضوع المواطنة وبناء الصداقات وتعزيز جانب الترفيه بتقديم حفلات غنائية.
واشتمل المعسكر على تطبيق برنامج بعنوان "ابن البلد"، ومن خلاله زار الطلبة أهم المعالم السياحية في عمان مثل متحف السيارات الملكي، وقصر رغدان العامر، والمدرج الروماني، وصرح الشهيد، وجبل القلعة.
وبعد انتهاء المعسكر، وفق النابلسي، تسلم المشاركون وثيقة القائد، والتي يتبنى فيها العمل على تنفيذ المهام المتفق عليها من خلال اللقاء، وتسليم كل مشارك بطاقة المعرفة، التي تتضمن العنوان الإلكتروني للتواصل الاجتماعي والبيانات الخاصة باللقاء.
وأكد أن الطلبة الذين شاركوا في المخيم الكشفي سيتم متابعتهم مع وزارة التربية، والتواصل معهم عبر الموقع الالكتروني، وتنفيذ المهام والمشاركات الاجتماعية في مناطقهم التطوعية والثقافية، وتصوير ومشاركة الأخرين الإنجازات التي حققها المشارك ضمن مهامه.
وشارك في اللقاء الثاني من المبادرة، الذي عقد في قرية التحديات طلبة من عمان وعجلون من الصفين السابع والثامن، بلغ عددهم 50 مشاركا، 44 طالبا، وستة مشرفين، تخلله فقرات فكرية ترفيهية وتبادل ثقافي وبناء القصة.
وجسدت فكرة التبادل الثقافي فقرة التايكواندو التي قدمت من طلبة عجلون إلى طلبة عمان، الذين بدورهم قدموا فقرة معلومات عن الأماكن التاريخية في العاصمة.
وعبّر مجموعة من الطلاب عن تقديرهم واعتزازهم بهذه المبادرة، مقدمين شكرهم إلى صحيفة "الغد" التي تابعت مشاركتهم في مواقعهم.
ويصف مؤمن عنبتاوي (الصف الثامن) من عمان مشاركته في معسكر المرحلة الثانية في قرية التحديات هذه المبادرة بأنها فكرة رائعة، حيث بذلت فيها جهود كبيرة من قبل المعدين والمشرفين، مقدرا هذه الخطوة التي جعلت الطلبة يتشاركون في المعرفة والإنجاز.
محمد هشام الصمادي (الصف السابع) من عجلون يقول "هذا المعسكر سيبقى راسخا في مخيلتي للأبد، فمن خلاله عقدنا صداقات متعددة، واندمجنا مع بعضنا، وتدريبنا على الحواجز وعدة مسابقات، وسنتواصل عبر الموقع الالكتروني".
ويؤكد حسام المومني (الصف السابع) من عجلون، أهمية هذا المعسكر الذي ساعده في تعزيز ثقته بنفسه، وتحمل المصاعب وتجاوز العقبات، وتكوين الصداقات، "وكيف نكون سريعي البديهة ونتخذ القرارات في حينها، وسأبقى على تواصل مع جميع الزملاء عبر الهاتف والانترنت" وفق قوله.
وبين صهيب الحارثي (الصف السابع) من عمان، أن المعسكر ساعده على تكوين عدة صداقات وتعليم الكثير من الأمور، مشيرا إلى أنه أوكلت له عدة مهام ومن ضمنها عمل قصة يشترك فيها أربعة طلاب من عمان، وأربعة من عجلون، إلى جانب التدريب على الحواجز، ومسير في الغابة، وتمرين الذكاء.
عبدالله جميل الوهداني (الصف السابع) من عمان يقول، "تم تدريبنا في المعسكر على تمارين خاصة لصقل الشخصية، وأدركنا أهمية تكوين الصداقات مع الآخرين وكيف نكسبهم، حيث زادت معرفتنا ببلادنا، وتاريخنا وثقافتنا، من خلال المحاضرات التي عززت روح المواطنة، وحماية محميات بلادنا".
واختتم المعسكر الثالث لبرنامج "بناء القادة الشباب" أمس السبت، وشارك فيه عينة طلابية من مدارس محافظة الطفيلة بلغ عددهم 22 طالبا، وعينة طلابية من طلبة العاصمة تم اختيارهم من مدارس مكونة 22 طالبا، وبلغ مجموع المشاركين 44 طالبا، إلى جانب ست مشرفين.
ويشار إلى أنه سعقد معسكر آخر للبرنامج في حزيران (يونيو) ودمج الطلبة من محافظة العاصمة ومادبا وعجلون والطفيلة، ويبلغ عددهم 150 طالب ومشرفين، لإعداد الطلبة لمنهاج بناء القادة الشباب.

Powered by Blogger | Big News Times Theme by Basnetg Templates

Blog Archive