"البلطجة" تؤجج الحراك الأردني
جرش-نت |
شهدت مدن أردنية مسيرات منددة بالاعتداء على محاضرة للمعارض البارز ليث شبيلات وصلت إحداها للديوان الملكي وسط العاصمة، فيما يرى محللون وسياسيون أن "البلطجة" أعادت تأجيج الحراك الأردني.
واعتدى من يوصفون بـ"البلطجية" مساء السبت على خيمة كان شبيلات قد دُعي لإلقاء محاضرة فيها في بلدة ساكب بمحافظة جرش (35 كلم شمال عمان)، وأدى إلقاء الحجارة على المكان إلى تكسير سيارة شبيلات وسيارة فريق الجزيرة ونحو عشر سيارات أخرى.
ووفرت قوة من الشرطة الأردنية الحماية لشبيلات ونقلته من مكان المحاضرة لمبنى مديرية أمن جرش، وهناك قدم المعارض البارز شكوى بحق من حاولوا الاعتداء عليه.
واتهم شبيلات - "النظام الأردني" بأنه يريد وقف محاضراته وحديثه المباشر مع الناس في الأردن.
وأضاف أن "النظام منزعج من الوثيقة التي أعلنتها في حي الطفايلة قبل أسبوعين ويريد منعي من التحرك"، وحذر شبيلات من تداعيات ما جرى ووصفه بأنه "تطور خطير".
وأكد شبيلات أنه سيشهر وثيقته المتضمنة خارطة طريق للإصلاح قريبا، وأكد أنه لن يتوقف عن الحديث حتى يتحقق الإصلاح وفقا للدستور،.
وكان من وصفهم قادة الحراك الداعي للمحاضرة بـ"البلطجية" قد أغلقوا الطريق الواصل للبلدة بالحجارة، مما أدى لقطع الطريق بين محافظتي جرش وعجلون لأكثر من ساعة قبل أن تتمكن قوات الأمن من إعادة فتح الطريق.
وعند بدء محاضرة شبيلات رشق "البلطجية" الخيمة التي كان فيها شبيلات بالحجارة مما أدى لإنهائها فورا، واعتصم العشرات من شباب الحراك الإصلاحي في جرش أمام مبنى المحافظة وباتوا ليلتهم هناك.
وطالب بيان صادر عن الحراك الإصلاحي في جرش "النظام الأردني" بإعلان براءته "من قوى الفساد المحيطة به التي تعتدي على أبناء الأردن وتعوق مسيرة الإصلاح".
وجاء في البيان "على حكومة وبرلمان البلطجة والزعرنة الرحيل عن المشهد الأردني سريعا فلم نعد نقبل بوجودهم، ونحن في جرش نطالب برحيلهم واستقالة مدير المخابرات ومدير الشرطة ومحافظ جرش الذين لم يساهموا في منع الفوضى والبلبلة في جرش، فبدلا من المحافظة على الأمن كانوا عاملا في تخريبه".
وخرج المئات من أبناء حي الطفايلة وسط عمان منتصف ليلة اول أمس في مسيرة وصلت لبوابة الديوان الملكي، واستمروا في الاعتصام حتى الثالثة فجرا، ورددوا هتافات غاضبة وجهت رسائل مباشرة وغاضبة للملك عبد الله الثاني.
كما خرجت مسيرات في مدينة الطفيلة (179 كلم جنوب عمان)، وتجمع العشرات في وقفات احتجاجية على دوار بلدة ذيبان بمحافظة مأدبا، وأمام مجمع النقابات المهنية في الكرك (120 كلم جنوب عمان) ومجمع النقابات في عمان.
وجاء الاعتداء على محاضرة شبيلات مع عودة الزخم للشارع الأردني الذي شهد مسيرات في عمان وثماني مدن الجمعة، رفضا للتعديلات الدستورية التي أقرها الملك عبد الله الثاني الجمعة بعد إقرارها من قبل البرلمان، وللمطالبة برحيل الحكومة والبرلمان.
رسائل النظام
ويرى القيادي في الجبهة الوطنية للإصلاح السياسي المعارض لبيب قمحاوي أن النظام في الأردن "يريد إيصال رسائل مباشرة للناس أن ما أعطاه هو الحد الأقصى من الإصلاح المقبول بالنسبة له".
وقال : "هناك قناعة تتشكل في الشارع -خاصة في الأطراف- بأن نظام الحكم يلتف على مطالب الإصلاح".
واعتبر أن استعادة "أدوات البلطجة لوقف الحراك في الشارع يعبر عن عدم رغبة النظام بإحداث الإصلاح الحقيقي، وستؤدي لمزيد من العلاقة السلبية بين النظام والناس".
من المسؤول؟
وبرأي المحلل السياسي محمد أبو رمان فإن "الاعتداء على محاضرة شبيلات ليس بريئا، وهناك قناعة بأن أيدي رسمية تقف وراءه".
واعتبر أن "تداعيات خطيرة ستلي هذا الاعتداء وستدفع مؤسسة القرار ثمنا غاليا من مصداقيتها وثقة الناس فيها".
وانتقد أبو رمان بشدة أن يأتي الاعتداء على شبيلات بعد إقرار التعديلات الدستورية مباشرة، وهو "ما يعبر عن ارتفاع مستوى الحماقة لدى بعض الرسميين الذين يستمرون بارتكاب أخطاء قاتلة".
وذهب المحلل السياسي لاعتبار أن "الاعتداء على شبيلات يشير إلى مدى الارتباك في إدارة الدولة الذي تجلى بإقرار قانون هيئة مكافحة الفساد، ومن بعده الاعتداء على شبيلات واستعادة أدوات البلطجة التي ترفع سقف الحراك الشعبي في كل مرة يتم العودة لاستخدامها".
وذهب للقول إن "دوائر القرار في الدولة غير قادرة على إدارة المرحلة الحالية فاستوردت البلطجة وهذا يتناقض مع شعارات الإصلاح".
وزاد "الخطورة ليست فقط بالاعتداء على شبيلات واعتبار حراك الطفيلة أنه موجه ضدهم، بل إنه يعطي مزيدا من الرسائل السلبية للناس ويزيد من قوة الحراكات التي تتشكل في المحافظات والأطراف، وهي أكثر قوة وأعلى سقفا من الحراك في المدن الرئيسة".