كوميديا أردنية شبابية تنثر الضحكات وتفرح القلوب


 جرش نت - مواضيع اجتماعية بطابع فكاهي حملتها مجموعة من الشباب الأردنيين المبدعين، ونثرتها بطريقة الفيديو على "اليوتيوب" لتلاقي انتشارا شعبيا واسعا.
القائمون عليها، سعوا إلى رسم البسمة على شفاه الناس وإخراج الضحكات من القلوب، فعبروا عما بداخلهم من مواهب مبدعة تروح عن النفس وتبعث على الفرح.
الخمسيني محمد العمري لم يتوقع أن يضحك بهذا
الشكل، يقول "أدهشتني خفة دم شباب البلد، وجرأتهم في طرح المواضيع الواقعية، فأصبح اليوتيوب وما يحمله من مواهب شبابية أردنية هو سبيلي الوحيد للخروج من حالة الكآبة التي تصيبني بسبب ضغوطات الحياة".
ويتجاوز أعداد مشاهدي سكتشات اليوتيوب آلاف المواطنين، من "صد رد"، و"خرابيش"، و"نكت شوارع" وغيرها.
ومن جانب آخر، يؤكد العشريني ليث العبادي، أن الشباب ذكورا وإناثا يملكون مواهب خارقة، من ضمنها كيفية التعبير بطريقة مضحكة قريبة من القلب، "أقرب الكوميديين الى قلبي رجائي قواس، فهو يعالج قضايا اجتماعية شبابية يمر بها كل شاب عربي، ويتناولها بطريقة عفوية صادقة بكل تفاصيلها".
يقول الكوميديان رجائي قواس، الذي يمثل في "سكتشات خرابيش" لـ"الغد": "أحاول دائما أن أكون مرآة لتصرفات الآخرين من حولي؛ كوقت الانتظار لإتمام المعاملات الحكومية، وأثناء شراء الخبز، وفي صالون الحلاقة، ولا يقوم أي شخص بمساعدتي أثناء الكتابة لأنها في الغالب مشاهداتي، وأنا وحدي من يستطيع فهم ذاتي". ولهذا "سأتمكن من تقديمها بأسلوب كوميدي جميل، بالطبع أستشير الكثيرين من حولي بعد كتابة الفكرة، وإذا لم تلاقِ استحسانهم أقوم إما بتعديلها أو إلغائها قبل التصوير"، كما يقول.
ويعتمد قواس في حلقاته على النوعية وليس الكمية؛ إذ إن الكوميديا تدور في ذهنه منذ زمن طويل، فقام بعرض "ستاند أب كوميدي" منذ العام 2006 في مقهى جفرا بوسط البلد في عمّان.
وشهر رمضان الماضي كان مميزا بنكهة فكاهية بعد الإفطار، حين طل الكوميديان محمد اللحام على قناة "رؤيا" ليقدم برنامج "نكت شوارع"؛ إذ تقوم فكرة هذا البرنامج على البحث عن النكت الشعبية من الفئات والأجناس والمستويات كافة للمواطنين الأردنيين.
يقول اللحام: "أردنا من خلال "نكت شوارع" عمل برنامج كوميدي مختلف ومميز يعتمد على الناس ومشاركتهم بأفكارهم، وقد كان طموحنا كسر قاعدة أن الشعب الأردني شعب نكد، وبالفعل حققنا ذلك من خلال البرنامج؛ فالشعب الأردني شعب يضحك بشكل دائم".
وبدأ اللحام، "ستاند أب كوميدي" منذ بداية العام 2009، وبعد عام أنشأ فريقا مميزا عمل عروضا في الأردن والعالم، ويضيف: "الـ"ستاند أب كوميدي" هو فن كوميديا ارتجالية يتكلم عن مواضيع ملموسة بين الناس، ويستطيع إيصال الرسالة التي يريد بدون وجود نص محدد يسير عليه، ومن ثم تطورنا إلى عمل مشاهد "سكتشات" كوميدية تنتقد عادات سلبية في المجتمع الأردني؛ كـ"الزمامير، والتجارة على الإشارات"، ونحاول من خلالها طرح المواضيع ومعالجتها بطريقة سلسة وكوميدية ليتقبلها الناس وبدون جرح أحد".
ويشير اختصاصي علم النفس، الدكتور جمال العتوم، الى أن الضحك هو رد فعل طبيعي للإنسان السليم على المواقف المضحكة، كما يمكن أن يكون وسيلة دفاع ضد مواقف الخوف العفوية، والضحك يعد تعبيرا عن التعاطف والتفاهم المتبادل بين البشر، وهو إحدى وسائل التواصل البشري على مدى التاريخ.
ويضيف: "كشرة الشعب الأردني هي عادة وليست طبعا، فمن خلال البرامج الفكاهية الأردنية، يستطيع المواطن أن يعبر عن شعوره وسعادته من خلال الضحك".
ويتمنى العشريني وليد كنعان أن يصبح مشهوراً بخفة دمه، وأن يمتلك تلك الجرأة التي يتمتع بها محمد اللحام في مقابلة الناس وطلب نكتة سريعة، قائلا "ليس من السهل أن يفرض الشخص خفة دمه، فاعتدنا في الأردن أن تكون نسبة الصد تفوق التقبل لهذه الفكرة، لكن ما قام به محمد اللحام وغيره من الكوميديين الأردنيين أثبت العكس، فأنا أتمنى أن أبدأ على هذا الدرب، لأزرع السعادة والراحة بين المواطنين".
ومن زاوية أخرى، هناك كوميديا "برعاية ولا حدا" و"سكتشات" اللتان ينفذهما فريق "صد رد"؛ إذ حظيتا بمرتبة متقدمة وتحوزان على مشاهدات عالية على موقع "يوتيوب" والمواقع الإلكترونية الأخرى، رغم غياب الدعم.
الفكرة التي حققت نجاحا بات ملحوظا، يقوم عليها فريق يتكون من 3 أشخاص؛ هم يزن الشمايلة وحسن هاني كممثلين إضافة إلى عملهم بالتحرير والمونتاج والصوت، يرافقهم المخرج ضرار الشواقفة.
يقول يزن الشمايلة: "بدأنا بالفكرة منذ العام 2008، عندما وضعنا أول فيديو لنا على موقع "ديونجي"، وتوقفنا بعدها، وعدنا من خلال العمل معا مرة أخرى العام الحالي في مشروع التخرج في فيلم قصير لمحمد الشواقفة، وقد شاركنا جميعا في الحلقات من فكرة وتحرير وتمثيل وإخراج".
وكانت البداية الفعلية لسلسلة حلقات "صد رد" في العام 2011 وقبل شهر رمضان الماضي، وفق الشمايلة، الذي يقول "بدأنا نفكر بالاستمرار وتجمعنا وبدأنا نعمل معا "صد رد"، وقمنا الى الآن بعرض 10 فيديوهات بأفكار متنوعة تأتي أفكارها من الواقع ومن الشارع العادي".
وتعتبر الثلاثينية ميسون أبوكف أن فريق "صد رد" حقق نجاحاً كبيراً؛ إذ يوجد حوالي 937.695 مشاهدا لتلك السكتشات الساخرة التي تنقل مواقف واقعية وأفكاراً من حياتنا اليومية.
ويبين الشمايلة أن التمويل من أبرز المشاكل التي يواجهونها "عدا عن غياب العنصر النسائي لدينا لأسباب مجتمعية وعدم وجود تمويل".
ويضيف "الفنانون في الأردن مضطهدون ولا يوجد احترام لهم، فنحن نتمنى أن ينال كل مواطن حقه في تلبية رغبته بما يعود بالنفع عليه وعلى المواطنين؛ فالضحكة من أهم احتياجات الشعب الأردني".

Powered by Blogger | Big News Times Theme by Basnetg Templates

Blog Archive