"أطفال ما بين عالمين" يعكس مشاعر أبناء البراءة حول العالم


  أ


جرش نت - وجوه الأطفال التي تعكس ملامح البراءة، وتظهر ما في قلوبهم من مشاعر مختلفة، تتراوح ما بين أمل وحب وضحك وخفة وحتى خوف وألم وغضب، عكستها ريشة بارعة ونقلتها بألوان محملة بالأمل والألم، وجمعت كلها في معرض "أطفال ما بين عالمين" للفنان العراقي أكثم الصائغ.
المعرض وهو الأول لصاحبه منفردا رعت حفل افتتاحه سمو الأميرة رجوة بنت علي في جاليري مقداد عناب أول من أمس، حيث قدم فيه 13 لوحة مختلفة رسمها
بألوان زيتية على القماش، استغرقت منه ثلاثة أعوام من العمل الجاد، إذ يحمل رسالة في كل لون ووجه ضمنه في لوحاته وهي القدرة على العيش بسلام لو عدنا لفطرتنا العفوية، وهي التي تميز عالم الطفولة.
الصائغ في تصريح لـ"الغد" بين أن كل لوحة من الـ 13 تمثل أطفال العالم في كل مكان، ويشعرون بأنهم تائهون ما بين عالمين: الأول؛ عالمهم البريء المليء بالفرح، والثاني؛ عالم الكبار، الذي لوثته الحرب ودمارها ومشاكلها بحيث بات مخيفا، ومن هنا يلمح الناظر في لوحات الصائغ ذلك القلق الذي التقطه بعيونهم وعكسه بألوانه المتضاربة.
كل لوحة في المعرض الذي يستمر حتى 13 من الشهر المقبل، التقطت ببراعة وعفوية شعور طفل من مكان ما، وخصصت بعض اللوحات للعراق، فلوحة "طفلة من بغداد" مثلا، حملت مشاهد لألعاب نارية ملونة، تنظر لها تلك الفتاة بنظرات قلق وحيرة، فيما النصف الثاني من اللوحة مثل أضواء خضراء، رمز بها الرسام للقنابل التي اجتاحت سماء بغداد في الحرب العراقية الأولى في 16/01/1991، وهي لقطة شهيرة بثتها الـCNN آنذاك واشتهرت.
فيما تحمل لوحات أخرى ملامح العفوية والرغبة باللعب، بابتسامة هادئة، تمنحك الرغبة بمبادلته الابتسام واللعب معه، وحتى ألوانها المشرقة بين الأصفر والبرتقالي وزرقة السماء، وهي كلها ألوان من عالم طفولي يبحث عن مكان هادئ، كما في لوحات متعددة حملت عنوان "أريد اللعب"، حتى أن الصايغ ضمن زوايا بعضها بلعبة شهيرة هي "xo".
والصايغ من خلال لوحاته يقر بأن جزءا منه ما يزال طفلا، وهو ما بدا جليا في لوحاته، التي حملت جزءا منه والمعروف عنه بحبه للطبيعة والمغامرة، وتلك انعكست على لوحات فيها وجوه أطفال وكأنهم في حوار مع الطبيعة، وآخرين يلعبون في بركة من الماء، وثالثة تجسد طفلا متعلقا بأرجوحة تحيطه السماء الزرقاء، وكأنها إشارة لأفق واسع من عالم الصفاء والنقاء.
لكن الطفولة أيضا كانت حائرة في معرض "أطفال ما بين عالمين"، فلوحات حملت نفس العنوان، بينت الخوف الذي يراه الأطفال، فمنهم العالقون بين أبواب المنزل في ظلمة وجدران أهلكها رصاص العدو، فيما يتأملون العالم الخارجي من بعيد، لتعكس نظراتهم الرغبة الشديدة بالخروج من هذا الوضع.
وفي لوحات أخرى للصايغ جلس أطفال وحيدين منغلقين على أنفسهم خائفين مما ينتظرهم، ولكن هنالك بريق أمل على محياههم عكستها ريشته بتباين لوني داكن وفاتح، ليعبر عن قوة هؤلاء الصغار.
وكان الصائع قد شارك في معارض فنية سابقة منها؛ "تحية لأهل فلسطين" في العام 2000، و"الصيف" المشترك بالعام 2001، ومعرض "يوم اللاجئ العالمي" في العام 2008، ومعرض "الحرية والجمال" في نيويورك في العام 2009.

Powered by Blogger | Big News Times Theme by Basnetg Templates

Blog Archive