وعود مخادعة لأطفالنا ونتساءل .. لماذا يكذبون ؟


صورة

 

 جرش نت - نقدم لأطفالنا وعودا مخادعة كحل للمشكلات ,أو تعزيزا لسلوك ايجابي ,ويغيب عن أذهاننا في حينها بأنهم سيطالبوننا بالسداد.
فقد انتظر الطفل  (رامي)  وعد والده  بالهدية  التي اخبره عنها , تشجيعا له على سلوكه بعد ان كان  يفتعل المشاكل مع  شقيقه – 4 – سنوات ويقوم بايذائه بشكل مستمر ويرفض ان يشاركه بالعابه خاصة خلال العطلة الفصلية للمدارس ,والتي تزامنت مع اجواء باردة حالت دون ان يستمتع الاطفال باجازتهم خارج المنازل .

لكن والد رامي لم يحضر « الهدية « ولم يف بوعده واستمر طفله بالسؤال عن مكافاته التي كان ينتظرها, فكان جواب  والده «كنت أمازحك  لتكون  متعاونا مع شقيقك ؟
ورامي قد لا يكون الطفل الوحيد الذي يتلقى وعودا لا تنفذ من قبل الامهات والاباء فيتأثرون في اعماقهم وتغيب عن حياتهم معاني الصدق والثقة التي لا يتعلمونها الا من خلال افراد اسرتهم ومعلميهم واصدقائهم .
ويتعامل اباء وامهات حيال هذه القضية في احيانا كثيرة بسطحية مطلقة فهم لا يدركون سلبيات ان يكذبوا على اطفالهم ولو من خلال اشياء قد تبدو لهم غير مهمة لكنها تشكل اهمية كبيرة عند الاطفال .  فالوعد بشراء هدية او اصطحاب الاطفال الى مكان للعب او لتناول وجبة الطعام خارج المنزل من الامور الهامة بحياة الطفل فقد يعيش اياما بانتظارها ويعمل جاهدا لاظهار سلوكيات جيدة تحقق له بالنهاية ما يريده من وعود تلقاها من قبل والديه .
ويحذر الاخصائيون الاجتماعيون من سلبيات عدم الايفاء بالوعود الصادرة من الوالدين اتجاه اطفالهم وتاثيراتها النفسية عليهم
الاخصائية الاجتماعية والتربوية رولا المالكي  اكدت على اهمية الحفاظ على الثقة بين الاطفال وابائهم وامهاتهم وعدم التضحية بها لاي سببا كان واضافت : ان بعض الاسر لا تكترث لهذا الجانب وتعتبر ان اطفالها لا يتاثرون بهذا الامر فتقديم وعد لطفل وعدم تنفيذه ليس بالامر المهم مبينة ان الاطفال لا يعرفون الكذب وهم يتعاملون بصدق حقيقي وينتظرون من الاخرين ان يتعاملوا معهم بنفس الاسلوب
واشارت الى ان من سلبيات عدم تنفيذ الوعود التي نعد الاطفال بها هو غياب الثقة بين الطفل ووالديه بالدرجة الاولى ,فالاطفال عندما لا تنفذ وعودهم يشعرون ان امهاتهم واباءهم  ليسوا صادقين معهم ولا يكترثون بمشاعرهم .
واضافت : ان الطفل يبدا حينها بتعلم سلوكيات خاطئة اهمها الكذب فهو لا يجد تفسيرا واضحا لعدم تنفيذ الوعود التي تلقاها من والديه لكنه يتعلم هذا السلوك تدريجيا مؤكدة على ان هناك العديد من السلوكيات الخاطئة من قبل الامهات والاباء داخل الاسر تعلم الاطفال الكذب دون ان يدركوا خطورة ذلك على اطفالهم .
وشبهت المالكي  الاطفال خلال سنوات طفولتهم الاولى بالصفحة البيضاء التي يكتب عليها امهاتهم واباؤهم  ما يريدون ويشكلون بها باقي صفحات حياة ابنائهم فان كان ما كتب على هذه الصفحات ايجابيا وصادقا وعلموهم الصدق والثقة في التعامل فانهم ينجحون في تربية اطفال لن يعانوا في مستقبلهم من سلوكيات خاطئة تؤثر على حياتهم بشكل كبير
وتؤكد   ان الاباء والامهات هم الاساس في تربية ابنائهم وعليهم ان يدركوا ان تعاملهم اليومي مع اطفالهم ومع الاخرين يتاثر اطفالهم به بشكل كبير ويقومون بتقليده في مراحل حياتهم ومع الاخرين فان تعود الطفل الكذب او عدم الثقة بالاخر فانه سيطبق ذلك في حياته ويصعب بعد ذلك تعديل سلوكه .
وتنصح الاهل بعدم تقديم وعود لا يستطيعون الايفاء بها ,وتقول ان تقديم وعد لطفل بشراء هدية او اصطحابه خارج المنزل يجب ان ينفذ من قبل من قدم الوعد له وفي حال عدم التنفيذ  لسبب ما على الاباء والامهات الحديث مع طفلهم والاعتذار له وتنفيذ الوعد في وقت لاحق .
فالاهل يتساءلون لماذا يكذب اطفالهم ولماذا لا يتعاملون مع اصدقائهم ومع افراد اسرتهم بصدق وثقة, لكنهم يتناسون كيف تعاملوا معهم وكيف غابت معاني الصدق من حياتهم ولو في امور لا تشكل اهمية لهم لكنها تعني الكثير لاطفالهم

Powered by Blogger | Big News Times Theme by Basnetg Templates

Blog Archive